السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

ماذا بعد ضرب المفاعلات النووية بإيران؟

الثلاثاء 24/يونيو/2025 - 12:12 ص

قبل أن نذهب إلى الأهداف الأمريكية يجب علينا أولا فهم طبيعة ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مفاعلات إيران.. ولماذا قررت ضرب المفاعلات والدخول للحرب بشكل مباشر مع إيران ومدى تأثير هذه الضربة على القدرات المستقبلية لطهران بخصوص تخصيب اليورانيوم وتهديد المصالح الأمريكية بالمنطقة.
لقد استيقظنا جميعا على خبر ضرب الثلاث مفاعلات النووية بإيران نطنز وفوردو وأصفهان بقنابل GBU-57 bunker-busters  على المفاعلات الثلاثة سابقة الذكر من خلال استخدام قاذفات شبح B-2  وطائرات الانزال عالية الدقة، بالإضافة إلى صواريخ توما هوك من الغواصات. كان هدف هذه العملية الوصول لأعمق المرافق المحصنة تحت الأرض بشكل أساسي وهو فوردو. 

خرج علينا الرئيس الأمريكي يخبرنا بنجاح العملية وأن الهدف الصعب قد تحقق مقارنة بباقي الأهداف المحتملة ثم سمعنا حديثا عن مفاوضات ودعوة للسلام، فهل الإدارة الأمريكية تراوغ أم أنها تعلم جيدا قدرة النظام الإيراني على إعادة إنتاج نفسه حاملا معه تهديداته مرة أخرى في القريب العاجل؟
علينا أن نتساءل لماذا قررت الولايات المتحدة المشاركة أصلا في هذه الحرب وما التقارير التي أعتمد عليها ترامب جعلته يتخذ هذه القرار؟ لقد كانت هناك تقارير من معهد العلوم والأمن الدولي ISIS، تحديدا تقرير مايو 2025.
- أولى هاينو (نائب IAEA) سابقا، والذي أشار إلى قدرة إيران على إنتاج ثمانية رؤوس نووية في مدة لا تتجاوز 6 أشهر.
-وكالة الاستخبارات المركزية CIA  من خلال مديرها السابق جيمس بيرنز صرح في أكتوبر 2024 أن ايران قد تكون قادرة على إنتاج مادة شديدة التخصيب تكفي لسلاح نووي في غضون أسبوع وغيرها من التقارير، بالإضافة للمعلومات الاستخباراتية التي قدمتها لهم تل أبيب تفيد بقرب وصول التخصيب لـ 90%.
ننتقل لما بعد ضرب المفاعلات النووية، وعلينا أن نتساءل، ما المخاوف الأمريكية التي قد تقودنا إلى اعتبار أن الهدف الأمريكي كان هدفا مرحليا ضمن سلسلة من الأهداف تنتهى حتما بإسقاط نظام الملالي في إيران؟
-لا يزال لدى إيران خبرات وتقنيات الطرد المركزي، فلو استطاعت إيران تخزين يورانيوم مخصب قد تصل لعتبة السلاح النووي في ظرف 3-8 أسابيع، وقد تتمكن من إنتاج رأس نووي وهذه الأمر يفترض وجود أماكن أخرى سرية.

 كما أن إيران تمتلك خبرات وفنيين وبنية تحتية قد تمكنهم من إنهاء ما بدأوه، ومما يزيد المخاوف إزالة مواد من المفاعلات قبل ضربها مباشرة، والذي قد يُفسر على أن الهدف منه تقليل المخاطر المحتملة التي قد تترتب على ضرب المفاعلات. خطوات إيران المُعلنة التي اتخذتها من وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يجعلها بعيدة عن الرقابة الدولية على نشاطها النووي.

السؤال: ما علاقة هذه الأمور بالنظام الإيراني نفسه؟

إن القيادات التي تحكم إيران منذ ثورة الخميني في عام 1979 لهم عقيدة سياسية صلبة أو جامدة، ونظام الحكم يجعل من رجال الدين في مكانة فوق مؤسسات الدولة، ويجعل القرار النهائي في يد المرشد الأعلى، وليس رئيس الدولة.. المرشد الأعلى الذي يُعتبر أعلى سلطة مطلقة داخل الدولة، والذي يؤمن كما قال الخميني صراحة: "إن إسرائيل غدة سرطانية يجب إزالتها من الوجود". 

فالعداء هنا عداء ديني عقائدي تمارسه إيران من خلال تصديرها لثورتها عبر أذرعها في الشرق الأوسط، والتي بها تحاول العمل على تمكين الشيعة الموالين لها من الحكم (حزب الله، الحوثيين)، على خلاف إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الذين يرون أن السنة حليف وليس الشيعة، وساعدوا على تغليب الحكم السني في العراق مثلًا (في الأنبار والموصل، إدارة ترامب تحديدًا)، وتيار المستقبل في لبنان، والجيش اللبناني، وتسليح المعارضة ضد النظام السوري الذي كانت تدعمه إيران.

النظام الإيراني نظام له شعبية ساحقة، وهذه تعتبر معضلة على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدركها، حيث إن 92% من سكان إيران شيعة اثنا عشرية، ورغم التكتم على أعداد السنة الذين تتهمهم إيران أو تعتبرهم مصدر عمالة محتملة وتعاون مع الدول السنية، فكيف ستتمكن أمريكا من التخلص من نظام الملالي الذي استمر لأكثر من 45 عامًا وله قاعدة شعبية عريضة؟ هنا التحدي الذي ستعمل عليه، ربما بمحاولة تفكيك النظام تمامًا، مع تقديم دعم كامل للأقلية السنية وتغليبهم بامتلاك أدوات القوة، وحتى تتمكن من ذلك، فقد تتبع حربًا تهدف إلى تدمير إيران بشكل يضعف تمامًا الأغلبية الحاكمة، ودعم كامل للأقلية التي ستأتي بها إلى السلطة والتي قد عانت اضطهادًا لفترات طويلة.

يبدو أننا سنرى أحداثًا شديدة الخطورة وتهديدًا للدول التي لديها قواعد أمريكية كقطر والكويت، خاصة لو تأكد للنظام الإيراني أن هذه القواعد مُحتمل استخدامها لضرب أهداف إيرانية. فهل ستتمكن الولايات المتحدة من حماية حلفائها كما وعدتهم؟ أم أن امتلاك إيران للصواريخ الباليستية والرفط الصوتي، والتي تشكل تهديدًا قويًا لإصابة أهداف داخل دول ليس لديها القبة الحديدية التي تمتلكها إسرائيل؟ فإلى أي مدى قد تتحمل بنيتها التحتية ضربات إيران في مقابل الرد الأمريكي المحتمل وتحولها لساحات حرب؟

تابع مواقعنا