خبراء يحذرون من لقاح فيروس كورونا بسبب إصابة رجل بالتهاب دماغي نادر بعد تلقي الجرعة
حذر خبراء من احتمال ارتباط لقاح فيروس كورونا، وتحديدًا لقاح أسترازينيكا، بحالة نادرة وخطيرة من التهاب الدماغ، وذلك بعد إصابة رجل فرنسي يبلغ من العمر 60 عامًا بورم في الدماغ والحبل الشوكي بعد تلقيه جرعة واحدة فقط من اللقاح، وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
خبراء يحذرون من لقاح فيروس كورونا بسبب التهاب دماغي نادر
وبحسب تقرير نُشر في مجلة JAMA Neurology، فقد لجأ المريض إلى الأطباء في باريس بعد أسابيع من التطعيم، حيث ظهرت عليه أعراض اضطراب في الحركة وارتباك عقلي، وكشفت الفحوصات الطبية أنه يعاني من حالة خطيرة تُعرف باسم التهاب السحايا والدماغ، دون وجود أي دلائل على عدوى فيروسية أو أمراض أخرى كامنة.
ورجّح الأطباء أن سبب الحالة يعود إلى رد فعل مناعي مفرط تجاه اللقاح، حيث شُخّص المريض لاحقًا بالتهاب دماغي ناتج عن التطعيم، وعلى مدار ستة أشهر خضع الرجل لعلاج مثبط للمناعة، وحقق تعافيًا شبه كامل خلال ثلاث سنوات، رغم استمرار بعض المشكلات الطفيفة في التركيز والانتباه.
وأشار التقرير إلى أن المريض تعرض لانتكاسة بعد تحسن أولي، ما استدعى إجراء خزعة دماغية وعودة إلى العلاج المكثف، وأكد الأطباء أن هذه الحالة تسلط الضوء على أهمية التشخيص السريع والعلاج طويل الأمد في مثل هذه الحالات.
لقاح أسترازينيكا وحالات نادرة من التهاب الدماغ
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة تقارير تربط بين لقاح أسترازينيكا وحالات نادرة من التهاب الدماغ، حيث أظهرت دراسة سابقة في 2023 أن هذا اللقاح كان الأكثر شيوعًا بين الحالات المبلغ عنها، وعلى الرغم من ندرة هذه التفاعلات، إلا أن بعض الحالات تطورت إلى إصابات دائمة أو حتى وفيات.
وقد أوقفت عدة دول أوروبية، من بينها فرنسا، استخدام لقاح أسترازينيكا منذ عام 2021 بسبب مخاوف تتعلق بتجلطات دموية نادرة، عُرفت باسم متلازمة الخثار مع نقص الصفيحات VITT، وهي حالة تتسبب في تجلطات خطيرة ونقص الصفائح الدموية في الدم.
ورغم هذه المخاطر، أكد تقارير دولية أن اللقاح ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح خلال الجائحة، مع توثيق استخدام نحو 50 مليون جرعة منه في المملكة المتحدة وحدها، وأشارت بيانات رسمية إلى أن 81 حالة وفاة على الأقل ارتبطت بمضاعفات محتملة للقاح هناك، إضافة إلى مئات الحالات التي تقدمت بطلبات تعويض حكومية بسبب الأضرار الصحية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الاهتمام بما يُعرف بـ متلازمة ما بعد التطعيم، التي تشمل أعراضًا مثل ضبابية الدماغ، والدوار، وطنين الأذن، وعدم تحمل النشاط البدني، والتي لوحظت خصوصًا لدى بعض متلقي لقاحات mRNA مثل فايزر وموديرنا. لكن حتى الآن، لا تزال هذه الدراسات في مراحلها الأولية ولم تخضع لمراجعة علمية مكتملة.


