اتهامات جديدة لـ أوبر.. كيف تضاعف الشركة أرباحها على حساب السائقين والركاب؟
اتهمت مؤسسة أكاديمية أمريكية كبرى، شركة أوبر باستخدام خوارزميات غير نزيهة بهدف زيادة أرباحها بشكل كبير على حساب السائقين والركاب، في ثاني دراسة من نوعها خلال أسبوع، حسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
اتهامات جديدة لشركة أوبر
وخلص بحث أعدّه أكاديميون من كلية كولومبيا للأعمال في نيويورك إلى أن الشركة اعتمدت ما وصفوه بـ"التمييز السعري الخوارزمي"، ما أدى إلى رفع أسعار الرحلات على الركاب وتقليص أجور السائقين بشكل منهجي وانتقائي وغامض، وذلك على مليارات الرحلات.
واستندت الدراسة الأمريكية إلى تحليل عشرات الآلاف من الرحلات وأكثر من مليوني طلب للرحلات، وتأتي بعد أسبوع فقط من نشر دراسة مماثلة لجامعة أكسفورد تناولت 1.5 مليون رحلة في المملكة المتحدة، وخلصت إلى أن العديد من سائقي أوبر هناك باتوا يحققون دخلًا أقل بكثير في الساعة منذ إدخال الشركة خوارزمية التسعير الديناميكي عام 2023، وهو الإجراء الذي تزامن مع زيادة حصة أوبر من الأجرة الإجمالية.
وأوضح التقرير الأمريكي أن أوبر رفعت أسعار الرحلات وخفضت أجور السائقين وزادت من نسبتها من الإيرادات، مما حسّن بشكل كبير من تدفقها النقدي خلال فترة الدراسة، فقد سجلت أوبر في عام 2024 تدفقًا نقديًا قدره 6.9 مليارات دولار، بعد أن كانت قد سجلت خسائر نقدية بلغت 303 ملايين دولار في عام 2022.
وأشار التقرير إلى أن التسعير المسبق، الذي طُبق في الولايات المتحدة عام 2022، هو النسخة الأمريكية من خوارزمية التسعير الديناميكي في بريطانيا، التي تتحكم بشكل متغير في أجور السائقين وأسعار الرحلات منذ عام 2023، ويعد هذا النظام امتدادًا لتقنية التسعير حسب الطلب التي ترفع الأسعار خلال فترات الذروة.
وركزت الدراسة الأمريكية على تحليل 24،532 رحلة نفذها سائق واحد في الولايات المتحدة، وخلصت إلى أن اعتماد الخوارزمية الجديدة مكّن أوبر من رفع حصتها من الأجرة بعد خصم أجرة السائق من نحو 32% عند بدء تطبيق التسعير المسبق إلى أكثر من 42% بحلول نهاية عام 2024.
أما دراسة جامعة أكسفورد، فقد وجدت أن متوسط حصة أوبر من الرحلات في المملكة المتحدة ارتفع من 25% إلى 29%، وأن النسبة تجاوزت 50% في بعض الرحلات منذ إطلاق التسعير الديناميكي.
وتضاف الدراستان إلى سلسلة من الجدل المحيط بالشركة على مدار السنوات الماضية، من بينها حكم المحكمة العليا البريطانية عام 2021 الذي أقر بحق سائقي أوبر في الحد الأدنى للأجور والإجازات المدفوعة، وتسريبات ملفات أوبر عام 2022 التي كشفت عن تلاعب الشركة بالسلطات والشرطة، ومحاولاتها السرية للتأثير على الحكومات حول العالم.
وفي ردها، قالت الشركة إن أنظمة التسعير التي تعتمدها تهدف إلى تحقيق الشفافية والعدالة للركاب والسائقين على حد سواء، وإن التسعير المسبق يمنح الركاب رؤية واضحة قبل الحجز، بينما يتيح للسائقين اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على رؤية كاملة للعائد والمسافة والمدة المتوقعة.
وأضافت أن خوارزمياتها في التسعير الديناميكي تساعد على موازنة العرض والطلب في الوقت الحقيقي، لتحسين موثوقية الخدمة، مشيرة إلى أن الأسعار المسبقة لا تُحدد بناءً على السمات الشخصية للركاب أو السائقين. ورفضت الاتهامات الموجهة لها، ووصفتها بأنها غير صحيحة ولا تستند إلى أدلة.
وفي تعليق سابق على تقرير أكسفورد، قالت أوبر إنها لا تعترف بالأرقام الواردة فيه، وأكدت أن كل سائق يضمن الحصول على أجر لا يقل عن الحد الأدنى للأجور المعمول به قانونًا.


