قصة الهجرة النبوية للأطفال والكبار وأهم الدروس المستفادة منها
تتصدر قصة الهجرة النبوية للأطفال والكبار وأهم الدروس المستفادة منها، اهتمام ملايين المسلمين في هذه الآونة، حيث ساعات قليلة وينتهي عام هجري، ليبدأ عاما هجريا جديدا 1447، وعلى مشارف ذلك العام يتوقف المسلمون ويتأملون في أحوال الهجرة النبوية، وكم المصاعب التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته من مكة إلى المدينة لترسيخ أولى أساسات الدولة الإسلامية وإنشاء مبادئها.
قصة الهجرة النبوية للأطفال والكبار وأهم الدروس المستفادة منها
أوضح الشيخ يسري عزام، قصة الهجرة النبوية للأطفال والكبار وأهم الدروس المستفادة منها، مؤكدا أن على المسلمين الانصياع وراء اختر ألا تختار، وتسليم الأمر لله، كما أن حب الوطن من الإيمان، واحد من الدروس المستفادة من الهجرة النبوية، فسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خطط في رحلته وأخذ بالأسباب مع الاعتماد على مسبب الأسباب.
وقال الشيخ يسري خلال إحدى حلقات برنامج الحياة أخلاق المضاع عبر قناة المحور، أن اللجوء إلى الله ينجي من كل شر، فالله أنزل السكينة والطمأنينة على قلب سيدنا رسول الله وصاحبه أثناء الهجرة النبوية، مستشهدا بالآية الكريمة "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" سور التوبة.

وأردف الشيخ يسري عزام، أنه خلال الهجرة النبوية، جاء المشركون إلى فتحة غار ثور الذي كان يختبئ فيه النبي مع صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعندما نظر سيدنا أبو بكر، فوجد أقدام المشركين، فقال "يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا".
ووفقا لكبار أئمة التفسير، فقد جاءت الآية الكريمة المذكورة في الأعلى بالإشارة بالمثنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر، ولكن في قول الله تعالى " فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا" كان الخطاب لسيدنا النبي ﷺ فقط، وذلك لأن السكينة لما نزلت من الله على رسول الله ﷺ، سكن المكان واطمأن، فتأتت السكينة والطمأنينة إلى قلب سيدنا أبو بكر من سكينة وطمأنينة رسول الله ﷺ، وهو فتحا مبين من الله على سيدنا أبو بكر الذي كان يفهم النبي ﷺ بالإشارة.
قصة الهجرة النبوية
ويحتاج الكثير من المسلمين إلى الاطلاع على قصة الهجرة النبوية، وما فيها من دروس وعبر يتعلم منها المسلمون إلى قيام الساعة، وهو ما نوضحه لكم بقصة مبسطة نتناول فيها ما حدث أثناء الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة وفقا لجمهور أهل العلم كالتالي:
بداية الهجرة النبوية
حينما اشتد أذى المشركين في مكة المكرمة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما ظهر الإسلام في المدينة المنورة، شكي أصحاب النبي ما وجدوه من الأذى، واستأذنوه في الهجرة إلى المدينة، فأذن لهم، وهاجر إليها كل من يحافظ على دينه، فخرجوا أفواجًا، وآواهم الأنصار، ولم يبق بمكة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصديق أبو بكر.
تآمر قريش
ولما علمت قريش بخروج المسلمين إلى المدينة، خافت خروج النبي صلى الله عليه وسلم، وعلمت أنه قد صار للمسلمين قوة، فاجتمعوا في دار الندوة للتشاور في الأمر، وحضرهم إبليس في صورة شيخ نجدي، فأشار كلّ برأي، وإبليس يرده، إلى أن قال أبو جهل: نأخذ من كل قبيلة من قريش غلامًا بسيف فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمُه في القبائل فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب الكل.
فقال النجدي: هذا هو الرأي، فتفرقوا عليه، وأخبر جبريلُ عليه السلام، النبي بذلك، فلم ينم في مضَجَعه تلك الليلة، فلما كانت عتمة من الليل، اجتمع المشركون على بابه يرصدونه حتى ينام، فقال لعلي: نَمْ على فراشي وتَسجَّ بِبُردِي فلن يخلُصَ إليك شيء تكرهُهُ، وأخذ حَفْنةَ ترابٍ وخرجَ عليهم، فلم يروه، فجعل ينثُرُ ذلك الترابَ على رءوسهم، وهو يتلو سورةَ يس إلى قولِه تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} يس:9

الصحبة الصالحة في الهجرية النبوية
جاء النبي إلى بيت أبو بكر الصديق ظهرا فقال: إن الله أذِنَ لي في الهجرة، فقال: الصحبةَ، فتجهزا، وقالت عائشة: وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً طعام المسافر فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أسماء بنت أبي بكر قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ، وِلذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، وخرجا النبي وصاحبه الصديق ليلًا، فترافقا إلى غار في جبل ثور فدخلاه، وخيّم العنكبوت على بابه وباضت حمامتان.
معجزات الهجرة النبوية
وفي هذه الأثناء طلبت قريش من يدل على النبي صلى الله عليه وسلم، وجعلت لمن دل عليه مائةَ ناقة، وأتَوْا إلى الغار فوجدوه بخيوط العنكبوت، حتى قَالَ أبو بكر: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا، فَقَالَ رسول الله: مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا، أي أن الله ثالثهما بالنصر والمعونة والحفظ والتسديد.
وبعد ثلاث ليال ارتحلا، فمرا على خيمة أم مَعبَد، فرأى النبي ﷺ عندها شاة، قال: هل بها من لبن، قالت: هي أجهد من ذلك، فمسح النبي ظهرها وضرعها، وسمى ودعا، فحَلبَ في إناء فملأه وسقى من معه، ثم حلب فيه ثانيا، وتركه عندها مملوءًا، وسافر بعد أن بايعها على الإسلام، واستمرت تلك البركة فيها.
دخول النبي قباء
وكان المهاجرون والأنصار يفدون إلى قُباء، وهو موضع بئر على ثلاثة أميال من المدينة، ينتظرون قدوم رسول الله ﷺ، فلما كان يومُ قدومه، نزلها بالسعد والهناء في يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وجاء المسلمون يسلمون عليه.
وأقام النبي ﷺ في قُباءٍ مدة، وأسس فيها المسجد الذي قال الله فيه: {لَمَسْجدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} التوبة:108، ومن قصة الهجرة النبوية، يتبين أن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن هربا من المشركين ولم تكن حبا في الشهرة والجاه والسلطان ولم تكن هجرته التماسا للراحة والسكون، وانما كانت تنفيذًا لأمر الله سبحانه وتعالى
وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الصديق أبي بكر إلى يثرب خرج المؤمنون من أهلها مرحبين بقدوم النبي الكريم وصاحبه الوفي واستبشروا بقدومهما وقدوم الاصحاب كل خير وضرب هؤلاء مع اخوانهم المهاجرين أروع الامثلة في التضحية والاخوة في الله.
وقد روى البخاري في الصحيح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ. اهـ
وقد كانت هجرته صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث عشرة من بعثته عليه السلام وذلك في يوم الاثنين كما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس أنه قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واستنبئ يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين وخرج مهاجرا من مكة الى المدينة يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين.

الدروس المستفادة من الهجرة النبوية
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع فيس بوم، فيديو يتضمن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية والتي تتمثل في:
- التوكل على الله واليقين في أقداره.
- العزم على التخطيط الجيد قبل التنفيذ.
- اختيار الصديق الصدوق في السفر.
- توزيع المهمات على أصحابها الأكفاء يؤدي إلى النجاح.
- الثبات وتحمل الصعاب في سبيل تحقيق الهدف.
- الصبر على البلاء وحسن الظن بالله.
- الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله.
- الشجاعة والإخلاص، مثل دور علي رضي الله عنه، وأسماء بنت أبي بكر.
- هجرة المعاصي ومخالفة الهوى.
- ترك العادات المذمومة والعمل على تقوية الإدارة والعزيمة.
- بيان منزلة حب الوطن والألم لفراقه.
- التعايش والمحبة مع الآخرين.
- الارتقاء والقرب من الله وتطهير النفس.


