في ذكرى ميلاده.. كيف سطعت نجومية حسن مصطفى في الأدوار الثانوية؟
في مثل هذا اليوم، وُلد الفنان حسن مصطفى، أحد أعمدة الكوميديا والمسرح في مصر، الرجل الذي دخل قلوب الجمهور ضاحكًا ومخلصًا، وخرج منها كبيرًا في فنه وإنسانيته، لا ينافسه أحد على لقب "ناظر مدرسة الضحك" الذي التصق به بفضل أدواره الخالدة.
ذكرى ميلاد حسن مصطفى
ورغم أنه ارتبط في ذاكرة الجمهور بأدوار الكوميديا، فإن وراء هذه الابتسامة تاريخًا طويلًا من الاجتهاد، ووجعًا إنسانيًا ظل صامتًا لا يبوح به، فكان كما قال عنه البعض: الضاحك الحزين الذي علّم أجيالًا معنى الكوميديا المحترمة.
لكنه لم يكن مجرد ممثل يُسلّي الجمهور، بل حمل المسرح على كتفيه، مؤمنًا أنه رسالة، فقدم أعمالًا كانت حجر أساس في تكوين المسرح الكوميدي الحديث، مثل: العيال كبرت، مدرسة المشاغبين، وجوز ولوز.
أعمال حسن مصطفى
رغم أن أدواره غالبًا ما كانت مساندة، فإن حضوره الطاغي كان كفيلًا بسرقة الكاميرا، يكفي أن نسمع صوته في "مدرسة المشاغبين" وهو يصرخ: "أنا اسمي الناظر عبد المعطي، ليتردد صدى هذا الإفيه في ذاكرة ملايين المشاهدين حتى اليوم.
لم يسعَ إلى البطولة المطلقة، لكنه كان ينتقي أدوارًا لها عمق وشخصية، قدم أدوار الأب، الناظر، المدير، الصديق، الحكيم، وأحيانًا الغلبان، فتنوعه جعل الجمهور يتعاطف معه ويضحك معه في نفس الوقت.
شارك فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وعادل إمام، وسمير غانم، وغيرهم من رموز الكوميديا، لكنه كان دائمًا البطل غير المتوَّج، الذي لا يحتاج لبطولة مطلقة كي يُثبت أنه عظيم.
وعلى جانب حياته الخاصة، كان زوجًا وفيًا للفنانة ميمي جمال، ورفيق دربها طوال أكثر من 40 عامًا، قبل أن يفارقهما المرض، وتفقده الساحة الفنية في 19 مايو 2015 بعد صراع مع المرض.
لكن اللافت أن وفاته لم تحظَ بزخم يليق بتاريخه، كأنه غادر كما عاش: بهدوء الكبار، تاركًا إرثًا لا يضاهى، وابتسامة في قلوب كل من عرفه أو تابع فنه.


