العصب المبهم.. مفتاح السيطرة على القلق وتحسين الذاكرة
في خضم الحديث المتزايد عن طرق تخفيف التوتر وتحسين وظائف الدماغ، يبرز العصب المبهم كعنصر حيوي لا يزال مجهولًا لدى كثيرين، رغم كونه أحد الأعمدة الأساسية للجهاز العصبي، وذلك وفقَا لما نشر في الماركا.
والعصب المبهم، أو كما يُعرف أيضًا بـ العصب الحائر، هو أطول عصب في جسم الإنسان ويمتد من الدماغ حتى الجهاز الهضمي، مارًا بالقلب والرئتين. ويُعد جزءًا رئيسيًا من الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، المسؤول عن تهدئة الجسم بعد حالات التوتر، وضبط العمليات الحيوية مثل التنفس وضربات القلب والهضم.
العصب المبهم والقلق
عند التعرض للضغوط النفسية أو نوبات القلق، ينشط الجهاز العصبي الودي، مُطلقًا هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. في المقابل، يعمل العصب المبهم على إعادة الجسم لحالته الطبيعية، من خلال إفراز هرمونات مهدئة مثل الأوكسيتوسين والبرولاكتين، ما يُسهم في تعزيز الشعور بالاسترخاء وتقليل التوتر.
ويوضح خبراء العلاج الفيزيائي أن وجود وظيفة صحية للعصب المبهم لا يساعد فقط على خفض مستويات القلق، بل يُحسن أيضًا من قدرة الشخص على مواجهة المواقف الصعبة والتعافي منها بسرعة.
العصب المبهم والذاكرة
لا يقتصر دور هذا العصب على التوازن النفسي فقط، بل يتصل أيضًا بمناطق في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة والتعلم. وتشير أبحاث حديثة إلى أن تحفيز العصب المبهم، ويمكن أن يُحسّن من القدرات الإدراكية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة أو التركيز.
طرق طبيعية لتحفيز العصب المبهم
رغم توفر تقنيات طبية متقدمة لتحفيز هذا العصب، إلا أن هناك وسائل بسيطة وطبيعية يمكن للجميع تطبيقها لتعزيز وظيفته:
التنفس العميق والبطيء، خاصة من خلال الحجاب الحاجز، يُساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحفيز العصب المبهم.
التعرض للبرد، مثل غسل الوجه بماء بارد أو الاستحمام بماء معتدل البرودة، يمكن أن يُنشّط العصب.
الغناء، الهمهمة، والغرغرة تُحفّز عضلات الحلق والحبال الصوتية، المرتبطة بالعصب المبهم.
التدليك، خصوصًا في المنطقة خلف الأذنين وحتى الرقبة، يُعد من الطرق الفعالة لتحفيز العصب.
ممارسة اليوغا أو التأمل أو تمارين البيلاتس، لما لها من تأثير مباشر في تهدئة الجهاز العصبي.
النظام الغذائي، فبعض الأطعمة المُرّة، مثل الجرجير والخرشوف، لها تأثير محفّز للعصب المبهم.
