بين الفوائد المزعومة والتحذيرات الطبية.. هل لصق الفم خلال النوم يحسن جودة التنفس؟
عاد مؤخرًا اتجاه لصق الفم إلى الواجهة من جديد على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يروّج له البعض باعتباره وسيلة لتحسين النوم من خلال تعزيز التنفس الأنفي، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
ويعتمد هذا الاتجاه على وضع شريط لاصق على الفم أثناء النوم بهدف منع التنفس الفموي، وتحفيز الجسم على التنفس من خلال الأنف، لكن في المقابل، أثار هذا الاتجاه جدلًا طبيًا واسعًا، مع ظهور تحذيرات من خبراء في النوم والصحة العامة بشأن المخاطر المحتملة.
فوائد محتملة لكنها محدودة
تشير بعض الآراء الطبية إلى وجود فوائد محتملة لتقنية لصق الفم، حيث توضح خبيرة النوم الدكتورة ويندي تروكسيل، الأخصائية السلوكية والطبيبة النفسية الإكلينيكية، أن التنفس الأنفي يُساهم في ترطيب وتصفية الهواء، كما قد يساعد بعض الأشخاص على تقليل الشخير أو الشعور بجفاف الفم خلال النوم.
أما خبير النوم تود أندرسون، مؤسس Dream Performance & Recovery، فيرى أن التنفس الأنفي يُسهم في زيادة كفاءة الجهاز التنفسي وتحسين التوازن بين الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجسم، ما يُعزز استجابة الجسم للضغوط ويساعد على تهدئة الجهاز العصبي خلال النوم.
تحذيرات ومخاطر محتملة
رغم تلك الادعاءات، تتفق تروكسيل مع أندرسون على ضرورة التعامل مع هذه التقنية بحذر، خاصة في ظل غياب أبحاث علمية كافية تدعم الفوائد بشكل قاطع.
وتشير تروكسيل إلى أن معظم التقارير التي تتحدث عن تحسن النوم باستخدام لصق الفم قصصية، أي أنها ناتجة عن تجارب فردية وغير مثبتة علميًا.
ومن أبرز المخاوف التي حذّر منها الخبراء:
تفاقم مشاكل التنفس، قد يُفاقم لصق الفم صعوبة التنفس عند الأشخاص المصابين بالحساسية أو انسداد الأنف.
انخفاض الأكسجين، في بعض الحالات، قد يؤدي لصق الفم إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم أثناء النوم.
إهمال علاج توقف التنفس أثناء النوم، قد يظن البعض أن هذه الطريقة بديل للعلاج الطبي، مما يؤخر التشخيص أو العلاج لحالات مثل انقطاع النفس النومي، وهي حالات تستدعي تدخلًا طبيًا مباشرًا.
تهيج الجلد والقلق، من الآثار الجانبية الأخرى المحتملة استخدام مواد لاصقة قد تهيّج البشرة، إلى جانب الشعور بالضيق أو القلق أثناء النوم.
بدائل طبيعية لتعزيز التنفس الأنفي
أشارت تروكسيل أيضًا إلى وجود بدائل أكثر أمانًا يمكن أن تساهم في تعزيز التنفس الأنفي، مثل:
أداء تمارين التنفس من الأنف والبطن خلال النهار.
تحسين اللياقة التنفسية من خلال التمارين اليومية المعتدلة.
تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق قبل النوم.


