قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.. لوكاشينكو يدعو لتسريع التصنيع وتحقيق الاستقلال التكنولوجي
شهدت العاصمة البيلاروسية مينسك انعقاد قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وسط مشاركة واسعة وغير مسبوقة جمعت أكثر من 2700 مشارك من 33 دولة، بينهم قادة من دول غير أعضاء في الاتحاد، القمة التي وصفها مراقبون بأنها خطوة نحو تحديث الاتحاد وتحويله إلى منصة فاعلة للتكامل الإقليمي، حملت رسائل سياسية واقتصادية واضحة، في مقدمتها دعوة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى تسريع مسار التطوير الصناعي وتعزيز الاستقلال عن الواردات الغربية.
مشاركة واسعة ورسائل سياسية لافتة
تميّزت القمة بحضور لافت من خارج مجموعة الخمس الأعضاء في الاتحاد، إذ شاركت دول كمَنغوليا والإمارات العربية المتحدة بوفود رسمية، ما يعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالاتحاد، بوصفه تكتلًا إقليميًا صاعدًا، ورغم هذا الزخم، لم تخلُ القمة من إشارات سياسية، لا سيما غياب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن الحضور الشخصي، وهو ما علّق عليه لوكاشينكو داعيًا إلى مراجعة أسباب هذا الموقف والعمل على تسوية الخلافات.
وكانت أرقام التجارة والناتج المحلي كانت محط إشادة داخل القمة، إذ ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لدول الاتحاد من 1.6 إلى 2.6 تريليون دولار، وبلغ حجم التجارة البينية 97 مليار دولار، مع إجراء 93% من المعاملات بالعملات الوطنية، لكن لوكاشينكو رأى أن هذه الإنجازات يجب ألا تُخفي حجم التحديات المتبقية.
دعوة إلى تسريع التصنيع والاعتماد على الذات
الرئيس البيلاروسي لم يُخفِ قلقه من بطء وتيرة تطوير البنى الصناعية، معتبرًا أن المشاريع الحالية لا ترقى إلى مستوى الطموح، وضرب مثالًا بمشروعين بقيمة 17 مليون دولار وصفهما بـ السخيفين، وشدد على أن دول الاتحاد بحاجة إلى الإسراع في تطوير صناعات استراتيجية مثل الأدوية، وصناعة السيارات، والإلكترونيات الدقيقة، من أجل تحقيق استقلال تكنولوجي وتقليل الاعتماد على الواردات.
الأمن الغذائي والتحول الرقمي في صلب الأجندة
كما أبدى لوكاشينكو قلقه من هشاشة الأمن الغذائي، موضحًا أن بعض السلع ما زالت بحاجة إلى دعم السوق من خلال الواردات لتثبيت الأسعار، وأكد على ضرورة التقدم في مجالات التحول الرقمي، مثل تعميم التوقيع الرقمي وتعزيز البنى التكنولوجية، بما يعكس التزام الاتحاد بمواكبة الثورة الصناعية الرابعة.
ودعا لوكاشينكو إلى أن يكون الاتحاد فاعلًا في رسم الأجندة العالمية، لا مجرد مراقب للأحداث، وفي السياق ذاته، أشاد قادة آخرون، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بجهود بيلاروسيا في رئاسة الاتحاد خلال المرحلة الحالية، مؤكدين أن التوصيات المطروحة ستُؤخذ بعين الاعتبار في مسار التحديث والتكامل.
