تزامنًا مع امتحانات الثانوية العامة.. ماذا تفعل قلة النوم بدماغك في ليلة الامتحان؟
تزامنًا مع امتحانات الثانوية العامة، يظن كثير من الطلاب أن السهر هو الحل السحري لإنجاز أكبر قدر من المذاكرة، لكن ما يغفل عنه الكثيرون هو أن الحرمان من النوم قد يكون السبب الأول في تراجع الأداء الأكاديمي، وضعف الذاكرة، وتدهور الانتباه.
ماذا تفعل قلة النوم بدماغك في ليلة الامتحان؟
وحسب ما نشره موقع frontiersin، أشار الخبراء إلى أن قلة النوم لا تُضعف التركيز فحسب، بل تؤثر أيضًا على آليات الدماغ التي تُعالج المعلومات.
كما أن قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على المنطقة الأمامية من الدماغ، وهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات، والتحكم في الانفعالات، وتنظيم التفكير المنطقي.
وعندما لا يحصل الدماغ على كفايته من النوم (7 إلى 9 ساعات)، تحدث تغيرات في النشاط الكهربائي تُبطئ من سرعة المعالجة الذهنية. تظهر هذه التغيرات من خلال انخفاض في موجات “P300” الدماغية، وهي إشارات تقيس قدرة الدماغ على التركيز والاستجابة.
إلى جانب أن الدراسة نشرتها مجلة Frontiers in Neuroscience عام 2025 أثبتت أن الطلاب الذين سهروا ليلة واحدة فقط سجّلوا بطئًا في الاستجابة الذهنية يصل إلى 84 مللي ثانية، مقارنةً بمن حصلوا على نوم جيد، وهذا الفرق البسيط في الزمن قد يكون حاسمًا في إجابة سؤال أو اتخاذ قرار في الامتحان.
تأثير السهر على الذاكرة والتذكر
النوم ليس مجرد راحة للجسد، بل هو أيضًا وقت لإعادة تنظيم المعلومات داخل الدماغ. أثناء النوم العميق، تنتقل المعلومات التي تعلمها الإنسان خلال اليوم من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة طويلة المدى، وهي المرحلة الضرورية لتثبيت المعلومات.
وعند السهر، تختل هذه العملية، مما يؤدي إلى:
- ضعف في القدرة على استرجاع المعلومات.
- نسيان التفاصيل الدقيقة.
- شعور بالضباب الذهني والتشويش أثناء الإجابة على الأسئلة.
وأكد الباحثون أن الحرمان من النوم يؤدي إلى اضطراب في إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم المزاج، وعلى رأسها السيروتونين والكورتيزول، مما ينتج عنه توتر زائد، سرعة انفعال، قلق مفرط، وربما نوبات بكاء أو انهيار عصبي قبل أو أثناء الامتحان.
وهذه الأعراض قد تُفسر لماذا يشعر بعض الطلاب بأنهم نسوا كل شيء لحظة دخول اللجنة، رغم أنهم سهروا طوال الليل للمذاكرة.
هل تعوّض القيلولة أو نوم النهار ضرر السهر؟
رغم أن القيلولة قد تخفف من آثار التعب، فإن الدراسات تؤكد أن نوم النهار لا يُعادل جودة النوم الليلي. فالجسم والدماغ مبرمجان بيولوجيًا للعمل نهارًا والنوم ليلًا. لذلك، محاولة تعويض ليلة سهر واحدة بالنوم خلال النهار قد يخفف التعب الجسدي، لكنه لا يصلح الخلل العصبي والمعرفي الناتج عن قلة النوم.
لضمان أفضل أداء ذهني في الامتحان، إليك النصائح التالية:
- نظّم وقت نومك قبل الامتحان بأسبوع على الأقل.
- تجنّب الهاتف والشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
- ابتعد عن الكافيين في المساء.
- مارس تمارين تنفس أو تأمل بسيطة للاسترخاء.
- ذاكر في ساعات النهار الأولى واسترح ليلًا.
كما أن السهر قبل الامتحان قد يبدو كحل سريع لإنجاز المذاكرة، لكنه في الحقيقة يضر أكثر مما ينفع. فالعقل المتعب لا يتعلم جيدًا ولا يسترجع المعلومات بكفاءة، والنوم ليس رفاهية في فترة الامتحانات، بل هو ركيزة أساسية في بناء الأداء العقلي والاستيعابي.
