استمرت 20 عاما.. كشف تفاصيل أكبر عملية استخباراتية بريطانية ضد أحد قادتها
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن أكبر عملية استخباراتية وواحدة من أطول العمليات في التاريخ، والتي استمرت على مدار 20 عاما حتى هذه اللحظة.
وبحسب الصحيفة،MI6جهاز المخابرات السرية، هو وكالة التجسس البريطانية المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية الخارجية والتعامل مع العملاء؛ أماMI5،جهاز الأمن، هو وكالة المخابرات المحلية التي تقين التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي البريطاني.
وأوضحت الجارديان، أن MI5 بقيادة رئيس المخابرات البريطانية، أطلقت عملية استخباراتية هي الأطول منذ الحرب الباردة، ضد أحد قادة الـMI6 شكًا في أن يكون عميل مزدوج لصالح روسيا.
السفر للشرق الأوسط بأسماء مزيفة لتتبع الجاسوس
وأشارت إلى أنه تم تخصيص 35 ضابطا من المخابرات لتتبع القائد المشكوك فيه، سافروا خلال العملية إلى دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط لتتبع الضابط الخائن.
وأفادت الصحيفة أن إحدى الرحلات ضمت فريق المراقبة بأكمله بالشرق الأوسط لأكثر من أسبوع، حيث تم وضع الضباط في منزل آمن تابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA كما أن هذه الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر بشكل خاص، لأن الضباط سافروا إلى البلاد دون علم حكومتها، وبالتالي يمكن اعتبارها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ووفقًا للجارديان، فإن الفريق أُرسل إلى بلد بجوازات سفر حقيقية بأسماء مستعارة، مع تحذير العملاء من أنه إذا تم احتجازهم لأي سبب فإنهم بمفردهم ولا يمكن مساعدتهم.
تفاصيل العملية
بدأ التحقيق الذي أجراه جهاز المخابرات البريطاني MI5 في تسعينيات القرن العشرين، ويُعتقد أنه استمر حتى عام 2015 على الأقل، بحلول ذلك الوقت، كان الضابط الذي استهدفه فريق ويدلوك المسؤول عن المهمة، قد غادر جهاز المخابرات البريطاني MI6، الذي كان يعمل به 2500 موظف في ذلك الوقت.
وجاءت المعلومات حول الجاسوس المزعوم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي كانت مقتنعة بأن مسؤول المخابرات البريطانية الذي كان يعمل في لندن كان ينقل أسرارًا إلى روسيا.
في ذلك الوقت، قيل للفريق أن الهدف كان له دور رفيع في MI6 مع إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المواد الحساسة للغاية. واقتحم فريق العمليات الفنية التابع لجهاز الاستخبارات البريطاني MI5، والمعروف آنذاك باسم A1، منزل ضابط جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 سرًا وزرع أجهزة استماع وفيديو، وتم بث الصور مباشرة إلى غرفة العمليات.
إجراءات استخباراتية رفيعة المستوى للتبع
وقال مصدر إن سيارة MI5 خارج منزله كانت مزودة بكاميرا داخل صندوق مناديل على الحافة خلف المقاعد الخلفية. وقيل لصحيفة الجارديان إن المراقبة المكثفة سلطت الضوء على بعض السلوكيات التي أثارت القلق، لكن هذا لا علاقة له بالتجسس.
ولفتت إلى أنه خلال العملية، تتبعت فرق المراقبة تحركاته في الخارج، وتبعته إلى مدن في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وهي خطوة عالية المخاطر للغاية حيث كان الفريق يعمل خارج نطاق اختصاص MI5.
وقال مصدر إنه لا يعتقد أن الرجل الذي يخضع للمراقبة يعمل بمفرده، ويُعتقد أن شخصين آخرين، مقيمين أيضًا في لندن، يساعدانه، مشددًا: العملية كانت غير عادية إلى حد كبير وهي الأطول في الذاكرة الحديثة وربما الأغلى.
نتيجة التحريات
وأكد المصدر أن تجسس إحدى وكالات الاستخبارات البريطانية على وكالة أخرى هو أمر غير عادي، مضيفًا: MI5 لم يحصل أبدًا على الدليل القاطع الذي كان يبحث عنه، قالوا إنه إذا لم يكن هو، فمن المحتمل أن MI6 لا يزال لديه جاسوس للعثور عليه.
واختتمت الصحيفة: كان أحد المخاوف بين العاملين في العملية هو أن الهدف، وهو متخصص بالدرجة الأولى وبالتالي ربما أصبح على علم بأنه تحت المراقبة.


