بعد حادث وفاة 18 فتاة بالمنوفية.. معلومات عن مشروع الطريق الدائري الإقليمي
شهد الطريق الدائري الإقليمي موجة من الجدل والاهتمام الشعبي والإعلامي خلال الساعات الماضية، بعد وقوع حادث مأساوي أودى بحياة 18 فتاه وشاب واحد من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، إثر تصادم مروع بين سيارة ميكروباص ونقل ثقيل، وهو ما أعاد فتح ملف تطوير وصيانة الطريق الذي يُعد من أهم المحاور الاستراتيجية في مصر.
وقع الحادث صباح يوم أمس، على الطريق الدائري الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وأسفر عن مصرع 18 فتاه وشاب، وإصابة 3 أخريات، خلال توجههن إلى العمل، حيث كانت الفتيات يستقللن سيارة ميكروباص حين اصطدمت بسيارة نقل ثقيل، في حادث أعاد للأذهان مشاهد الحوادث المؤلمة على الطرق السريعة.
ساهم في إنشاء الطريق الدائري الإقليمي 3 جهات حكومية بينهم، جهاز التعمير والإسكان التابع لوزارة الإسكان، والهيئة العامة للطرق والكباري التابعة لوزارة النقل التي تولت إنشاء القوس الغربي الشمالي؛ لينتهي بذلك العمل في هذا الطريق بطول 57 كم وعرض 42 م، ويضم 4 حارات مرورية بكل اتجاه، وبهذا يكون الطريق الدائري الإقليمي قد اكتمل بطول 400 كم.

وبات العديد من المواطنين يتحدثون عن الحادث وعن مشروع تطوير الطريق الدائري الإقليمي، وكيف لا تنتهي الجهات المسئولة من تطويره وصيانته حتى الآن، وهو ما نرصده في هذا التقرير:
نبذة عن الطريق الدائري الإقليمي
يعد الطريق الدائري الإقليمي أحد أهم مشروعات الطرق التي تم تنفيذها فى مصر خلال السنوات الماضية، حيث تم تنفيذه بمواصفات عالمية ويربط بين جميع الطرق السريعة الرئيسية في مصر ويخفف من الضغط والتكدس المرورى غير الطبيعى بالقاهرة، ويساعد على منع الشاحنات التي تزيد حمولاتها على 5 أطنان أو النقل العابر من دخول القاهرة.
فى عام 2002 أجرت مؤسسة (جايكا) اليابانية دراسة اقتصادية أفادت بأن مصر تحتاج فورا لعمل طريق دائري إقليمي يربط الطرق السريعة الرئيسية بعيدا عن القاهرة، فتم خلال العام ذاته اتخاذ قرار بعمل الطريق الدائري الإقليمي وكانت البداية بالقوس الجنوبي الممتد من جنوب دهشور إلى طريق الفيوم بطول 40 كم نفذته وزارة الإسكان، غير أن عدم توافر الإرادة السياسية فى ذلك الوقت أدى إلى تنفيذ هذا الجزء فقط من الطريق الدائرى الإقليمي في أكثر من 7 سنوات، حيث انتهى فى 2011 وتم افتتاحه عام 2012.
وفي عام 2013، نفذت الهيئة الهندسية بتنفيذ القوس الغربي الذي يربط طريق الصعيد الصحراوي الغربي بطريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، وتم إدراج مشروع الطريق الدائري الإقليمي ضمن المشروع القومى للطرق عام 2014.
كانت المهمة الأصعب هي تنفيذ القوس الشمالي الذي يربط محافظات البحيرة والجيزة والمنوفية والغربية والقليوبية والشرقية والقاهرة، وتمثلت صعوبة هذه المرحلة فى مرور الطريق عبر أراض زراعية تحتوي على أعداد كبيرة من المصارف والترع والرياحات وخطوط السكة الحديد وتضم أكثر من 100 عمل صناعى كباري وأنفاق وغيرها، فنفذت وزارة النقل القوس الشمالي كاملا من تقاطع طريق بلبيس حتى طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوى خلال 3 سنوات فقط فيما يعد إنجازا حقيقيا".
بدأت أعمال صيانة المشروع منذ عام 2020 في بعض المناطق بطول الطريق، وفي العام الماضي 2024، أسندت الحكومة أعمال صيانة ورفع كفاءة الطريق للشركة الوطنية للطرق، بدءًا من طريق الإسكندرية الصحراوي وحتى طريق السويس كمرحلة أولى بطول حوالي 150 كم وإسنادها لبعض الشركات للبدء في التنفيذ.
الطريق الدائري الإقليمي.. يربط القاهرة الكبرى بباقي أنحاء الجمهورية
يمر الطريق الدائري الإقليمي في المنوفية عبر عدة مراكز رئيسية، أهمها: قويسنا، بركة السبع، والباجور، ويُشكل حلقة وصل استراتيجية بين شبكة الطرق الإقليمية والزراعية داخل المحافظة والطريق الدائري الأوسع الذي يربط القاهرة الكبرى بباقي أنحاء الجمهورية.
ويربط الطريق الدائري الإقليمي بين عدد من المناطق الاقتصادية والموانئ، مثل:
- ميناء العين السخنة عبر طريق السويس.
- المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان.
- ميناء دمياط وميناء الإسكندرية عبر الطرق الرابطة.
حوادث متكررة وضحايا الطريق السريع
لا يُعد حادث المنوفية الأول من نوعه، إذ يشهد الطريق سجلًا مقلقًا من الحوادث، خاصة في المناطق غير المزودة بالإضاءة الليلية أو الحواجز الخرسانية، ما يطرح تساؤلات عن مدى الجاهزية الفعلية للطريق، خصوصًا في مواجهة كثافة مرور الشاحنات، وغياب الرقابة الإلكترونية، وسوء استخدام الطريق في بعض المناطق.


