متى يقال دعاء الاستفتاح؟.. داعية سعودي يوضح 5 أحكام متعلقة بالاستفتاح
يتساءل العديد من المسلمين متى يقال دعاء الاستفتاح وما هو حكمه، وهل يقال دعاء الاستفتاح في الصلاة المفروضة فقط، أم في النوافل أيضا، وغيرها من أسئلة وإشكاليات متعلقة بـ دعاء الاستفتاح في الصلاة، نوضحها لكم في هذا التقرير وفقا لآراء جمهور أهلم العلم، ففي دعاء الاستفتاح إتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي يترتب على قوله المزيد من الأجر والثواب في الصلاة.
متى يقال دعاء الاستفتاح؟
لكل من يتساءل متى يقال دعاء الاستفتاح؟ فقد أوضح الداعية السعودي عزيز بن فرحان العنزي، أن دعاء الاستفتاح سنة مستحبة وليس بفريضة واجبة، فمن أتي به أتي بسنة يؤجر عليها، ومن تركه فلا شيء عليه ولكن ينقص الأجر بنقصان السنة، مؤكدا أن محل دعاء الاستفتاح او مكانه هو بعد تكبيرة الإحرام مباشرًة، فإذا قال المصلى الله أكبر يأتي بعدها بصيغة دعاء الاستفتاح.
وأضاف العنزي خلال إحدى حلقات برنامجه فتاوى المذاع عبر فضائية الشارقة، أنه لا يجوز الإتيان بـ دعاء الاستفتاح قبل تكبيرة الإحرام، بل يرفع المسلم يديه بتكبيرة الإحرام ثم يقول دعاء الاستفتاح "اللهمَّ بَاعِدْ بيني وبينَ خطايَايَ، كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ، اللهمَّ نَقِّنِي من الخطايَا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَسِ، اللهمَّ اغْسِلْ خطايَايَ بالماءِ والثلجِ والبَرَدِ".

هل يقال دعاء الاستفتاح في كل ركعة؟
وأردف الداعية السعودي، أن دعاء الاستفتاح سمي بذلك لأن يستفتح به الصلاة، ولذلك يقال في الركعة الأولى فقط، ولا يكرر في الركعات الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة، موضحا أن حتى الاستعاذة من الشيطان الرجيم تكون في الركعة الأولى فقط ولا تكرر في باقي الركعات، بخلاف البسملة وهي سنة يمكن الإتيان بها في كل الركعات، أي أن المسلم يكبر تكبيرة الإحرام ثم يأتي بـ دعاء الاستفتاح ثم الاستعاذة ثم يبدأ في قراءة الفاتحة.
هل يكرر دعاء الاستفتاح في كل صلاة؟
وعن قول دعاء الاستفتاح في الصلاة النافلة، أكد العنزي الاكتفاء بقول دعاء الاستفتاح مرة واحدة في الصلوات السنن، مثل صلاة التراويح التي تصلي مثنى مثنى، أو سنة الظهر التي تصلى أربع قبله وأربع بعده، ووفقا لرأي العلماء، يكفي قول دعاء الاستفتاح في أول ركعتين من هذه الصلوات السنن لأن باقي الركعات هي بقية لنفس الصلاة، وليست بصلاة جديدة، وبالتالي يكفيها استفتاح واحد.
وتابع العنزي بأن هناك رأي آخر للعلماء في هذه المسألة، وهي أن كل صلاة في آخرها سلام، يستفتح في أولها، بمعنى إذا صلى المسلم ركعتين يستفتح في أولها، فإذا سلم وبدأ صلاة ركعتين آخرتين يستفتح في أولها، وهكذا، وليس في ذلك وجوب بل أن دعاء الاستفتاح سنة يثاب فاعلها.
دعاء الاستفتاح مكتوب
بعدما أوضحنا متى يقال دعاء الاستفتاح وجميع الأحكام المتعلقة به، فلابد من التذكير بـ صيغة دعاء الاستفتاح الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، صيغ متعددة لدعاء الاستفتاح في الصلاة؛ منها ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ".
ومن صيغ دعاء الاستفتاح أيضا، "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبَرَد"، وصيغة أخرى للاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام وقبل الشروع في قراءة الفاتحة بقول "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين"، وفي رواية: وأنا أول المسلمين.

ومنها أيضا ما ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا ابْتَدَأَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ قَالَ: "وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك".
ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فقد اختار الحنفية والحنابلة تفضيل صيغة: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك" في دعاء الاستفتاح، بينما فضَّل الشافعية صيغة التوجيه في الاستفتاح، وهي: "وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنِّي سيئها لا يصرف عنِّي سيئها إلَّا أنت، لبَّيْك وسعدَيْك والخير كله بيديك، والشَّرُّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك"


