دراسة جديدة: دواء شائع قد يطيل العمر بنفس فعالية تقليل السعرات الحرارية
كشفت دراسة علمية جديدة من المملكة المتحدة، نتائج مثيرة بشأن دواء راباميسين، أحد الأدوية المثبطة للمناعة، والذي أظهر تأثيرات مشابهة لتقليل السعرات الحرارية من حيث إطالة متوسط العمر.
دواء شائع قد يطيل العمر بنفس فعالية تقليل السعرات الحرارية
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Aging Cell، حللت بيانات من 167 تجربة علمية أُجريت على ثمانية أنواع مختلفة من الفقاريات، وتوصلت إلى أن استخدام "راباميسين" يمكن أن يحاكي فوائد الصيام أو تقييد السعرات الحرارية، وهي استراتيجيات معروفة لتعزيز طول العمر.
وتم تطوير الراباميسين في الأصل في سبعينيات القرن الماضي لعلاج مرضى زراعة الأعضاء، حيث يُستخدم لتثبيط الاستجابة المناعية ومنع رفض الأنسجة.
لكن تبين لاحقًا أن الدواء يُثبط مسارًا خلويًا يُعرف باسم mTOR، المرتبط بنمو الخلايا وعملية الإصلاح والشيخوخة.
ويبدو، أن تثبيط هذا المسار يُحفّز عملية الالتهام الذاتي (autophagy)، وهي عملية تنظيف طبيعية داخل الجسم، تحدث أثناء فترات الصيام وتُساهم في تجديد الخلايا ومقاومة التدهور المرتبط بالعمر.
بديل للصيام القاسي؟
الباحثة زاهدة سلطانوفا، من جامعة إيست أنجليا، أوضحت أن الصيام وتقييد السعرات يعدّان من أكثر الطرق فعالية لإطالة العمر، لكنها أضافت: من الصعب على معظم الناس الالتزام بها على المدى الطويل، لذا أردنا اختبار ما إذا كانت الأدوية المضادة للشيخوخة مثل الراباميسين قد توفر نفس التأثيرات دون الحاجة إلى خفض السعرات".
ونتائج الدراسة،أظهرت أن الراباميسين تفوق على أدوية أخرى مثل الميتفورمين – الشائع استخدامه لعلاج السكري من حيث تأثيره على إطالة العمر.
تحذير من الاستخدام العشوائي
رغم هذه النتائج المشجعة، شدد الباحثون على أن الراباميسين لم يحصل بعد على موافقة رسمية لاستخدامه كدواء لمكافحة الشيخوخة.
وتظل هناك مخاطر محتملة، منها تثبيط المناعة، وزيادة قابلية الإصابة بالعدوى، إلى جانب أعراض جانبية أخرى مثل الصداع، الغثيان، آلام المفاصل، وقروح الفم.
ومن جانبه، قال المؤلف المشارك في الدراسة، إدوارد كوك: لسنا بصدد دعوة الناس لتناول هذا الدواء، لكن نتائجنا تعزز أهمية مواصلة البحث في أدوية إطالة العمر، وتطرح تساؤلات مهمة حول كيفية التعامل مع الشيخوخة طبيًا".
وفي الوقت نفسه، يوصي الأطباء بالاعتماد على الأنظمة الغذائية المتوازنة، ممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين والكحول كوسائل مثبتة علميًا لتحسين جودة الحياة وإطالة العمر.


