في ذكرى وفاة عزت أبو عوف.. تعرف على حكاية فنان جمع بين الطب والموسيقى والتمثيل
في مثل هذا اليوم، الأول من يوليو، فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية واحدًا من أنبل الوجوه وأكثرها رقيًا، الدكتور عزت أبو عوف، الذي رحل عن عالمنا عام 2019، تاركًا وراءه سيرة لا تُنسى، وإنجازات لا تُقاس فقط بعدد الأفلام والمسلسلات، بل بقدر الحب والاحترام الذي ظل يحظى به حتى بعد وفاته.
ذكرى وفاة عزت أبو عوف
لم يكن عزت أبو عوف مجرد ممثل موهوب، بل كان أيضًا طبيبًا تخرج في كلية الطب، يحمل خلفية علمية لم تُغرقه في الجدية بقدر ما عمّقت لديه الإحساس بالإنسان، جمع بين سماعة الطبيب ومسرح الفن، ونجح في أن يصنع لنفسه مكانة خاصة وسط نجوم جيله، دون أن يتخلى عن ملامحه الهادئة وصوته الواثق الذي ترك أثرًا في كل دور جسّده.
كان عزت أبو عوف أكثر من مجرد نجم؛ فقد كان صانع نجوم بحق، آمن بموهبة عمرو دياب مبكرًا، ووقف إلى جانبه في بداياته، مساندًا انطلاقته حتى أصبح واحدًا من أبرز نجوم الغناء في الوطن العربي، كما كان من أوائل من احتضنوا فكرة الفرق الغنائية الشبابية، حين أسس فرقة الفور إم مع شقيقاته، ليكسر الصورة النمطية للفنان المصري، ويؤسس لنمط جديد من الترفيه الغنائي العائلي الراقي.
رُقي في الأداء وصدق في المشاعر
سواء في أدواره السينمائية أو التليفزيونية، لم يكن عزت أبو عوف ممثلًا يؤدي، بل إنسانًا يعيش داخل الشخصية، أتقن أدوار الرجل الأرستقراطي، كما أبدع في تجسيد الأب الحنون، والطبيب، والوزير، وحتى الشخصيات الغامضة، لم يكن بحاجة إلى مشهد صراخ أو انفعال حتى يصل إلى القلب، بل كانت عيناه كفيلتين بنقل كل المشاعر.
أعمال عزت أبو عوف
ربما لا يعرف البعض أن عزت أبو عوف كان أول من تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي من داخل الوسط الفني، وظل لسنوات واجهة مشرفة للمهرجان أمام العالم، يفتح الأبواب، ويُرحّب بالضيوف، ويحتضن الطاقات الشابة بحنان نادر. لم يكن يسعى للبريق، بل كان ظلًا نبيلًا يمنح الآخرين الضوء.
رحل عزت أبو عوف بعد صراع طويل مع المرض، لكنه لم يطلب الشفقة أو الضجيج، بل فضّل أن يودّع الحياة بهدوء، كما عاشها، واليوم، بعد سنوات على رحيله، لا يزال محبوه يفتقدون حضوره الهادئ، وصوته العذب، وأدواره التي تركت بصمة في كل بيت مصري.


