أزهري عن حذف حمو بيكا لأغاني أحمد عامر: وقف للسيئات.. وتبرع المغني لبناء مسجد ليس عليه أجر
علق الدكتور محمد علي أحد علماء الأزهر الشريف، على حذف مطرب المهرجانات حمو بيكا جميع أغاني المطرب الشعبي أحمد عامر، عقب وفاته، إذ رحل عن عالمنا فجر اليوم إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، مطالبًا محبيه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وقال محمد علي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن الأغاني كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، والذي يحرم منها هو ما يتضمن فحشًا أو تحريضًا على معصية، أو كان مصاحبا لراقصات أو في الكباريهات.. وجميع أغاني المهرجانات لا تخلو من (هبل الكلام) يصاحبها أصوات أنكر من صوت الحمير، كذلك لا تخلو من الفحش والبذاءة والتحريض على الفجور وما كلمات ( وأشرب خمور وحشيش) منا ببعيد!!
أزهري عن حذف حمو بيكا لأغاني أحمد عامر: وقف للسيئات الجارية والجنة والنار بيد الله
وأردف: إنهم يعلمون أنهم يرتكبون الحرام ومع ذلك هم متمادون فيه من أجل فتنة المال والشهرة، وتناسوا أنهم ميتون لا محالة، ومحاسبون على هذه السيئات الجارية، إنهم موقنون بحرمتها وإلا فلماذا يطالب حمو بيكا وأعوانه بحذف جميع أغاني المطرب أحمد عامر رحمه الله تعالى من جميع منصات التواصل الاجتماعي؟! موضحًا: إن أغاني المهرجانات غالبًا ما تتضمن كلمات غير لائقة، وتحرض على الفسق والفجور، وتدمر الأخلاق، وبالتالي فهي محرمة شرعًا.
ويحرم على المسلم إقامة حفلات أو مهرجانات مشتملة على أمور منكرة؛ كالغناء والموسيقى والخمر والرقص، واختلاط الرجال بالنساء.
وأضاف: كما وأنها من أسباب الوقوع فيما حرم الله من الفواحش والفجور، وقد توعد الله عز وجل من أحب شيوع الفاحشة بين المؤمنين ودعا إلى ذلك، وأعان عليه بالعذاب الأليم، فقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، سورة النورالآية رقم: 19، وإذا تقرر أن إقامة مثل هذه الحفلات والمهرجانات محرم، فحضورها أيضا محرم ؛ لأنه من إضاعة المال الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم - وكذا إضاعة والأوقات فيما لا يرضي الله سبحانه، ومن التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، سورة المائدة الآية رقم 2، وفي ذلك الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن إضاعة المال.
وأكمل: أما عن تبرع المطرب بماله في بناء المساجد، فلن يصل له ثواب ودليلي على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم والترمذي وغيرهما: يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم قال وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.
وفي الحديث يبين رسول الله أن المال الحرام يكون سببا في عدم إجابة الدعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأني، أي: فكيف، أو: فمن أين؟! يستجاب لذلك الرجل، أو: لأجل ما ذكر من حاله؟! والاستفهام للاستبعاد. وفيه: إغلاق باب الكسب الحرام وسد الذرائع إلى الحرام؛ بإعلان أنه يكون سببا لعدم قبول الدعاء. وفيه: أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا من حلال، فكل بناء أو فعل كان منبعه الحرام فهو غير مقبول.
واختتم: فإن حذف جميع أغانيه من جميع المنصات عمل جيد، يوقف السيئات الجارية، وحسابه عند ربه، والجنة والنار بيد الله وحده، ولا يستطيع كائن من كان أن يؤكد أن فلان في الجنة أو في النار.


