دعاء الاستخارة قبل النوم.. خالد الجندي يوضح الفرق بين التفويض والتوكل
يحظى دعاء الاستخارة قبل النوم باهتمام بالغ من قِبل العديد من المسلمين الراغبين في استخارة الله قبل اتخاذ القرارات المهمة في الحياة، والمقصود من الاستخارة أن يتوسل العبد إلى ربه بعلمه وقدرته مع إظهار ضعف نفسه وعجزه وجهله، طالبا من الله أن يختار له الخير والأصلح من الأمرين، الفعل أو الترك، الإقدام أو الإحجام، وفي هذا التقرير نوضح لكم دعاء الاستخارة قبل النوم مكتوب.
دعاء الاستخارة قبل النوم
يبدأ الداعي دعاء الاستخارة قبل النوم بتفويض الأمر إلى الله، وهو معترفا بعلم الله وقدرته وفضله، ثم يقر بعجز نفسه وقصورها عن معرفة الخير، ويفوض الأمر إلى الله العليم بكل شيء، وبعدها يدعو الداعي الله أن يختار له الخير، إن كان الأمر خيرًا في دينه ودنياه وعاقبته، وأن ييسره له ويبارك فيه، كما يدعو أن يصرف عنه الشر إن كان الأمر شرًا، وأن يختار له الخير حيثما كان، وأن يرضيه بما قدره له.
ووفقا لجمهور أهل العلم، فإن الغاية من الاستخارة، حصول الرضا والطمأنينة لأقدار الله، بحيث يصل العبد إلى مرحلة استواء الأمر عنده، سواء الفعل أو الترك، وسواء الحصول بالمرغوب أو فواته وعدم تحصيله، كما قال تعالى "لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"، ونرصد لكم دعاء الاستخارة قبل النوم مكتوب كما يلي:
في الصحيحين عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.
اللهم إن كنت تعلم أن الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله، فقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به". قال: "ويسمي حاجته".

دعاء الاستخارة قبل النوم بدون صلاة
والأصل في دعاء الاستخارة أن يقال بعد الصلاة ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم، إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: دعاء الاستخارة المذكور في الأعلى، ولكن ووفقا لجمهور أهل العلم وفتوى دار الإفتاء المصرية، تجوز الاستخارة بدون صلاة ما يطلق عليها الاستخارة المستعجلة، كما يجوز دعاء الاستخارة بدون صلاة للمرأة الحائض أو النفساء، فيكفي الوضوء وترديد دعاء الاستخارة بعد الثناء على الله وتمجيده وتعظيمه والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن الأولى والأكمل أن يتم المسلم صلاة الاستخارة بدعائها المأثور عن النبي لإتباع السنة.
وبالحديث عن دعاء الاستخارة قبل النوم، فلابد من معرفة الفرق بين التفويض والتوكل، وهو ما أوضحه الشيخ خالد الجندي خلال إحدى حلقات برنامج لعلهم يفقهون، مؤكدا أن التفويض يكون فيما لا فهم فيه، والتوكيل فيما فهم فيه، حيث يقول العبد أتوكل على الله، وذلك في الأمور التي يستطيع فهمها وتمييزها، ولكن كلمة أفوض أمري إلى الله، فلا يعرف فيها العبد هل هي خير أم شر، مستشهدا بتفويض البنت لأبيها في الموافقة على العريس الأب يعي مصلحة ابنته وهل هذا الزوج يصلح لها أم لا يصلح، ومن هنا جاء التفويض، ولله المثل الأعلى في كمال التفويض.
كيفية صلاة الاستخارة ووقتها
وأما كيفية صلاة الاستخارة ووقتها، فيمكن تأديتها في جميع الأوقات على مدار اليوم، ولكن الوقت الأفضل لها قبل النوم لا سيما في الثلث الأخير من الليل حيث وقت استجابة الدعاء، وتتطلب صلاة الاستخارة، حسن إسباغ الوضوء، واستحضار النية قبل البدء في الصلاة ركعتين، وفي آخر الصلاة تقرأ التشهد.
وقبل التسليم من صلاة الاستخارة، أو بعد التسليم يسن رفع اليدين لله عز وجل وتحميده والثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء بدعاء الاستخارة مع تسمية الحاجة المقصودة من الاستخارة في الدعاء، وبعد الانتهاء من الدعاء فلابد من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يُترك الأمر لله عز وجل ليكون العبد في حالة توكل وتفويض.
وأما أوقات كراهة صلاة الاستخارة، فهي خمسة أوقات لا يُصَلَى فيها إلَّا صلاة لها سبب، وقد أوضح جمهور أهل العلم هذه الأوقات، في بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وعند طلوعها حتى تتكامل وترتفع قدر رمح، وإذا استوت حتى تزول، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وعند الغروب حتى يتكامل غروبها، وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية.







