3 يوليو.. يوم قال فيه السيسي: أنا مع الشعب

"كل سنة وأنت مش طيب".. عبارة غريبة؟ مش كده؟ للأسف، دي الحقيقة، لأنك ببساطة لست بخير، ولن تكون بخير ما دامت مصر في قلبك تسكن، وهمومها على كتفيك تُثقل، وأحلامها في عينيك تسهر.

كل سنة وأنت مش طيب، لأنك يا ريس لا تعرف الراحة، ولا تترك لنفسك مساحة للهدوء؛ تسهر حين ينام الناس، وتفكر حين يتوقف الآخرون عن التفكير، وتحلم ببلد أقوى، رغم كل ما يحيط بها من تحديات؛ وتقف على قدمك، تنظر إلى شبر في مصر وتقول لنفسك: أنا عايز أخلي البلد دي أحسن بلد في الدنيا.

كل سنة وأنت مش طيب.. لأنك اخترت طريقًا صعبًا، مليئًا بالحجارة، والتشكيك، لكنك مشيت فيه بثبات، لأنك آمنت أن مصر تستحق التضحية، وأن الوطن لا يُبنى بالكلام، بل بالعرق، والدم، والصدق.

كل سنة وأنت مش طيب.. لأنك لم تحمل فقط هم الوطن، بل حملت هم شعبه.. ملايين ينتظرون الأمن، والعدل، والكرامة.. وأنت قبلت أن تكون الجدار اللي بيصد الريح، والسقف اللي بيحمي.

كل سنة وأنت مش طيب، لأنك اخترت أن تكون قائدًا لا يطبطب عليه، بل يهاجم، وينتقد، ويحاصر، ومع ذلك ما اتراجعتش، ولا يوم رفعت الراية.

سيادة الرئيس، لسنا بحاجة إلى كلمات ناعمة في المناسبات، نحن بحاجة إلى أن نقول لك: شكرًا لأنك "مش طيب".. وشكرًا لأنك اخترت أن تتعب، لتعيش مصر.. شكرًا لأنك اخترت راحة الناس والشعب على راحتك.

شكرًا لك، لأنك في مساء الثالث من يوليو عام 2013، وقفت ومصر على مفترق طرق، وكانت الأمة بأكملها تترقب كلمة الفصل التي ستحدد مصير البلاد.

وحضرتك ساعتها لبيت النداء؛ وخرجت معلنًا بيانًا تاريخيًّا نيابة عن القوات المسلحة، ليضع خارطة طريق جديدة تُنقذ البلاد من مصير مجهول.

حضرتك وقفت بحزم وثقة، مؤكدًا أن القوات المسلحة لم تكن يومًا طامعة في حكم، لكنها دائمًا كانت وستظل خادمة لإرادة الشعب.

البيان لم يكن مجرد قرار سياسي، بل كان تعبيرًا عن مسؤولية وطنية في لحظة حرجة، عندما شعرت أن مصر مهددة بالتفتت والانقسام.