أفعال لا تموت
الأفعال مش بتموت.. عمر الإنسان مننا ممكن يطول أو يقصر بس الأكيد إن سيرته بتفضل مكملة من بعده بنفس عدد المرات اللي أفعاله سواء السيئة أو الحلوة سابت أثر في غيره!..
دي الحقيقة الثابتة في كل زمان وأي مكان ورغم كده دايمًا بنقول إن زمان كان أحلى، أروق، وناسه كانوا مختلفين في كل حاجة.. رغم إن كل زمن وله جماله الخاص بس تظل فعلًا حقيقة إن أخلاق وتعاملات الناس زمان كان ليها رونقها والرقي الخاص بتاعها.
من كذا سنة فاتت وبعد وفاة الفنانة الراحلة الجميل ماجدة الصباحي ظهر موقف إنساني ليها ذكره الأستاذ طارق فهمي حسين على فيسبوك.. الموقف حصل مع والدة أستاذ طارق واللي شافت الفنانة ماجدة في فيلم أين عمري إنتاج سنة 1956 لما ظهرت وهي لابسة فستان فرح، وعلى راسها بونيه وطرحة زفاف.
الإستايل اللي ظهرت بيه ماجدة عجب والدة طارق اللي كان فرحها قرب وحبت إنها تلبس زي ماجدة بالظبط.. والدة طارق بعتت لـ ماجدة جواب قالتلها فيه إنها معجبة بالفستان والبونيه وإن فرحها قرب، وبتطلب من ماجدة تدلها على مكان الترزي اللي عملت عنده الفستان عشان عايزة تعمل زيه!
الغريب إن ماجدة ماطنشتش لكن بعتت جواب لـ والدة طارق بتتمنالها فيه حياة سعيدة وبتقول لها على عنوان الخياطة اللي عملت الفستان، ومع الجواب طرد صغير فيه البونيه اللي كانت ماجدة لابساه في الفيلم، وكمان رسمة باترون" عشان لو العروسة مالقتش الخياطة فاتحة لأي سبب تروح بالرسمة لأي حد تاني ينفذه ليها!.. مش كده وبس.. "ماجدة" كمان وصت الخياطة إن تكلفة الفستان هي اللي متحملاها!
موقف إنساني محمل بـ جبر الخواطر للفنانة الكبيرة العظيمة ماجدة، ودليل إن أثر الموقف باقي لدلوقتي هو كتابة ابن السيدة اللي هو أستاذ طارق للموقف بعد مرور أكتر من 65 سنة عليه!.. بس لحظة!.. الخير جبر الخواطر اللي بيسيب أثر مش حكر على زمان وبس.. من فترة قريبة فيه موقف إنساني نبيل تاني حصل من الفنانة الشابة شيماء سيف تجاه بنوتة هي ماتعرفهاش.. اللي حصل إن فيه بنوتة كتبت على جروبات كبيرة على فيسبوك إنها محتاجة تستلف تاج عشان تلبسه في فرحها اللي قرب، وطبعًا كان فيه استجابة من ناس كتير لكن أول حد استجاب كانت شيماء سيف" نفسها.. شيماء كتبت: هبعتلك شخص حالًا ينزل معاكي تشتري التاج اللي يعجبك وهو هيدفع الفلوس.. مش كده وخلاص لكن ولإن شيماء كانت حريصة على ظهور البنوتة بشكل مختلف ومميز اقترحت عليها إنها تروح لمصفف الشعر اللي بتتعامل معاه بشكل خاص!
البنوتة اللي اسمها نهى عادل كتبت على جروبات الفيسبوك تشكر "شيماء" ومساعدتها ليها وقالت: كنت في انتظار أي فرصة أقدر أشكر بيها الفنانة الجميلة اللي ساعدتني، انا بشكرك ألف مرة اليوم ده مش هنسى جبر خاطري ربنا يسعدك ويحلي أيامك ويجبر بخاطرك.. أنا لما روحت شكرت الفنانة الطيبة الجميلة وقولتلها إن أنا هستخدمه وأرجعه، قالتلي لا طبعا ده هدية مني ليكي!.. وأنا حقيقي مكنتش أعرف إنه غالي كده!.. قليلين اللي زي "شيماء سيف" في خفة دمها وبساطتها، وقليلين عمومًا اللي بيحسوا بغيرهم ويساعدوهم بحاجة يمكن تكون قليلة بالنسباله بس بيبقوا فاهمين هي كبيرة قد إيه عند غيرهم، وقبلها عند ربنا.
القلوب الطيبة لما بتعمل أفعال طيبة مش بتدوَّر على المقابل.. بتعمل الخير عشان هي كده، وعشان بتفهم إن جبر الخاطر عمره ما كان مجاملة، ده عبادة بيفضل أثرها ماشي بين الناس حتى بعد ما اللي عملها يرحل.. الأفعال اللي فيها تطييب خاطر حتى مع بساطتها بتفضل عايشة في قلوب اللي اتعملت له عمره كله.. الأفعال ما بتموتش بس بتخلّد أصحابها.