كيف رد ترامب على مطالب إيران بتعويضات أمريكية عن قصف منشآتها النووية؟
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالبة إيران للولايات المتحدة بدفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بها جراء الضربات التي نفذتها واشنطن وتل أبيب واستهدفت منشآت نووية في طهران، بأنها سخيفة للغاية، وذلك خلال احتفالات الرابع من يوليو في البيت الأبيض.
قصف المنشآت النووية الإيرانية
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد وجّه في وقت سابق رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش طالب فيها بتحميل الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الحرب التي دامت 12 يومًا بين البلدين، داعيًا مجلس الأمن إلى الاعتراف بهما كطرفين بادرًا بالعدوان، مطالبًا بتعويضات عن الأضرار.
وفي الوقت الذي وصف فيه ترامب نتائج العملية العسكرية بأنها تدمير كامل للمنشآت النووية الإيرانية، كانت طهران تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لتخفيف الأعباء، وأشار عراقجي في رسالته إلى أن التقييم الكامل لحجم الخسائر ما زال جاريا، مؤكدًا أن العديد من المستشفيات ومراكز الإغاثة تعرّضت للقصف في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، كما استهدفت منشآت طاقة بهدف إرباك الحياة اليومية للمدنيين.
وحذر عراقجي من أن تجاهل هذه الانتهاكات سيقوّض مصداقية الأمم المتحدة، وسيشجع على الفوضى مستقبلًا في العلاقات الدولية، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.
من جهتها، ردّت الولايات المتحدة برسالة إلى مجلس الأمن أكدت فيها أن الضربات الجوية هدفت إلى تدمير القدرات الإيرانية على تخصيب اليورانيوم ومنع ما وصفته بتهديد هذا النظام المارق باستخدام السلاح النووي. وأكدت الرسالة الأمريكية، الموقعة من السفيرة بالإنابة دوروثي شيا، التزام واشنطن بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية.
وتتمسك إسرائيل بموقفها بأن برنامج إيران النووي يوشك على إنتاج قنبلة، بينما تؤكد طهران أن أنشطتها سلمية، واستندت واشنطن في تبرير الضربات إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تتيح للدول الدفاع عن النفس ضد أي هجوم، شريطة إخطار مجلس الأمن فورًا بالإجراءات المتخذة.
واندلعت الحرب بالتزامن مع انطلاق محادثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، وبموجب اتفاق 2015، سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67% لأغراض الطاقة، إلا أن إدارة ترامب انسحبت من الاتفاق في 2018، وردّت طهران بزيادة التخصيب إلى 60%، وهي نسبة تفوق الاستخدام المدني لكنها دون مستوى التخصيب اللازم لإنتاج سلاح نووي.
وتشير تقديرات إلى أن الكمية المخصبة يمكن، إذا خضعت لمزيد من المعالجة، أن تكفي لصنع أكثر من تسع قنابل نووية، حسب تقرير ديلي ميل.
وتواصل إدارة ترامب انتقاداتها للإعلام الذي شكك في نجاح الضربات، بعد أن كشفت شبكة CNN تفاصيل أولية من تقييمات استخباراتية مسرّبة حول العملية التي نُفّذت عبر سبع قاذفات B-2 أسقطت 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأتي فوردو ونطنز النوويتين.
وأشار ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث إلى ما وصفوه بالتضليل الإعلامي، مهاجمين إحدى الصحفيات البارزات في الشبكة، ناتاشا برتراند، واتهموها بالكذب، وكتب ترامب على منصاته الاجتماعية أن برتراند يجب طردها من CNN، معتبرًا أنها تبث أخبارًا زائفة.
وخلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وجّهت المتحدثة باسم الإدارة كارولين ليفيت انتقادات مماثلة للصحفية، بينما دافعت الشبكة عنها قائلة إنها تدعم عملها بنسبة 100%. من جانبه، دعا هيجسيث إلى التوقف قليلًا لتقدير ما وصفه بنجاح الجنود، وعبّر ترامب عن رضاه التام عن المؤتمر الصحفي، واصفًا إياه بأنه من بين أكثر المؤتمرات التي شعر فيها بالثقة.


