خالد منتصر: الإعلام الطبي ضرورة لمواجهة العلم الزائف وتغيير المفاهيم الخاطئة عن السرطان
أكد الدكتور خالد منتصر، استشاري الأمراض الجلدية والمستشار التحريري لموقع صحة 24، أن الإعلام الطبي يمثل أحد أهم أدوات التوعية المجتمعية، مشددًا على ضرورة بناء خطاب علمي واضح يقوم على المصطلحات الدقيقة والمفاهيم الصحيحة، بعيدًا عن المغالطات والمفاهيم الزائفة التي تنتشر في المجتمعات العربية حول الطب والسرطان.
جاء ذلك خلال كلمته في حلقة العمل الإعلامية «مهارات التغطية الإعلامية لقطاع السرطان بمسقط»، التي ناقشت سبل تعزيز التوعية الصحية من خلال الإعلام المهني القائم على الأدلة العلمية.
وأوضح منتصر، أن العلم يقوم على قابلية التجربة والاختبار، وليس على الانطباعات أو المشاعر، مؤكدًا أن التحدي الأكبر أمام التوعية الصحية في العالم العربي هو انتشار "العلم الزائف"، الذي يعتمد على ترويج أفكار غير مثبتة علميًا ولا تخضع لأي أبحاث أو دراسات موثوقة.
وأشار إلى أن الطب الحديث يقوم على مفهوم «الطب القائم على الدليل»، والذي يعتمد على بروتوكولات علاجية واضحة ومعتمدة عالميًا، تضمن رفع كفاءة العلاج وتقليل الأخطاء الطبية وتوحيد الرعاية الصحية في مختلف دول العالم.
خالد منتصر: الإعلام الطبي ضرورة لمواجهة العلم الزائف وتغيير المفاهيم الخاطئة عن السرطان
وفي حديثه عن مراحل إنتاج الدواء، أوضح أن الأدوية تمر بسلسلة معقدة من التجارب تبدأ من المختبرات، ثم التجارب على الحيوانات، ثم المراحل المختلفة من التجارب السريرية على البشر، وصولًا إلى المراقبة المستمرة للدواء حتى بعد طرحه في الأسواق، وسحبه فورًا حال ظهور أي آثار جانبية خطيرة.
وتناول منتصر مجموعة من المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول مرض السرطان، مؤكدًا أن الحرمان من السكر لا يعالج السرطان، وأن أخذ العينة لا يسبب انتشار الورم، وأن معظم السرطانات لا تسبب ألمًا في بداياتها، لافتًا إلى أن العوامل الوراثية تمثل فقط 10% من أسباب الإصابة بالسرطان، بينما تبقى السلوكيات الخاطئة مثل التدخين والتعرض للإشعاع والتلوث من الأسباب الرئيسية.
كما أوضح أن علاجات السرطان مثل العلاج الكيماوي حققت تقدمًا هائلًا في نسب الشفاء، مستشهدًا بتحسن معدلات الشفاء في حالات مثل سرطان الدم عند الأطفال، والتي تجاوزت 90% في بعض الدول بفضل العلاجات الحديثة.
وحذر من الشائعات المنتشرة حول علاقة الميكروويف أو مزيلات العرق أو الهواتف المحمولة بالإصابة بالسرطان، مؤكدًا أن هذه المزاعم لم تثبتها أي دراسات علمية موثوقة حتى الآن.
ودعا منتصر إلى الاهتمام بالتوعية حول الوقاية من السرطان والكشف المبكر، مشيرًا إلى أن تكلفة علاج السرطان في مراحله المبكرة أقل بكثير من علاجه في المراحل المتأخرة، فضلًا عن ارتفاع نسب الشفاء حين يتم اكتشافه مبكرًا، كما في حالات سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وسرطان البروستاتا.
كما شدد على ضرورة توعية المجتمع بوجود لقاحات فعالة مثل لقاح الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري الذي يسبب سرطان عنق الرحم، مؤكدًا أن غياب التوعية حول هذه اللقاحات يساهم في استمرار معدلات الإصابة بالمرض.
واختتم منتصر كلمته بالتأكيد على أهمية استخدام أدوات الإعلام الطبي الحديثة مثل الإنفوجراف والفيديوهات القصيرة والمحتوى التفاعلي، والتي تساهم في إيصال المعلومة الطبية بلغة مبسطة ومؤثرة، مستشهدًا بتجارب ناجحة في التوعية الإعلامية في مصر والدول الغربية.


