أزهري: عدم دفع أموال الخدمات بالعمارات السكنية من أوجه أكل الخبائث
أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى، على سؤال ورد إليه من أحد المواطنين نصه: نحن نسكن في عمارة ويدفع كل واحد منا مبلغا معينا لتسيير أمور العمارة حتى يتم الانتفاع بمرافقها على الوجه الأكمل، ويتخلف البعض منا عن دفع هذا المبلغ فما حكم الشرع في ذلك؟.
وقال عطية لاشين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في فتواه: قال تعالى في القرآن الكريم: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)، وروت كتب السنة عن سيدنا النبي قوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
أزهري: يحرم عدم دفع أموال الخدمات بالعمارات السكنية
وأكمل: الأكل من الحلال والرزق من الطيبات مقدم على عمل الصالحات، ويا ليت المؤمن يجمع بين الأمرين فيحل رزقه ويرضي ربه من خلال ائتماره بأوامر الله واجتنا به عما نهى عنه الله فإذا كان المرء كذلك كان في أعلى حالة من الإيمان فإن قصر في واحد من هذين الأمرين لا ينفعه القيام بالآمر الآخر بمعنى أنه أن كان مقصرا في الطاعات فيحاسب على ذلك بقدر تقصيره، ولا يجبر التقصير كونه مؤديا لحقوق العباد والعكس الصحيح بمعنى أنه إذا كان بالغا في العبادة مبلغا عظيما وله قدم صدق في الإيمان عند الرحمن لكنه كان يأكل الحرام ولا يتجنبه فلا ينفعه ما قام به من عبادات وطاعات لله عز وجل، ودل على ذلك قول الله سبحانه: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم).
وقال إن السكنى في مثل هذه العمارات لا تكون على الوجه الأكمل إلا إذا تعاون جميع السكان بدفع المبلغ المتفق عليه لكي يتم منه الصيانة من العمارة بدفع تكاليف مائها وبصيانة مصاعدها وتوفير أجرة من يقوم بحراستها وإنارتها، فذلك كله مرافق عامة مشتركة ينتفع بها السكان أجمعون ولا بد أن يتعاون الجميع لكي ترسو السفينة على مرفأ الأمان وشاطئ السلام، فإذا تخلف واحد عن دفع هذا المبلغ كان عدم دفعه لهذا المبلغ حراما لأنه ينتفع من مال غيره بغير إذنه ويحل نفسه من استهلاك المياه الذي دفع ثمن استهلاكها غيره، ويحل نفسه من استعمال المصعد الذي شارك في صيانته غيره، ويحل نفسه من استهلاك الكهرباء العامة للعمارة فيسير في ضوئها وقد دفع تكاليف ذلك غيره فبأي وجه يستحل به المرء ذلك؟.
وأكمل: أقول إن ذلك وجه من أوجه الأكل من الخبائث والأكل من الخبائث محرم وغير حلال في شريعة الله عز وجل فأهيب بمن يتخلف أو يمتنع عن دفع ما يكون ملزما بدفعه من صيانة ما ذكرنا.


