من التفوق للمأساة.. قصة فاطمة التي رحلت وهي تساعد والدها
ودّعت مدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية، فاطمة أحمد يونس، طالبة بالفرقة الأولى بكلية التجارة – جامعة الزقازيق، والتي لقيت مصرعها في حادث خلال توجهها للعمل في أحد مصانع الخضار بنظام اليومية، على الطريق الأوسطى نزلة المنير.
كانت فاطمة ضمن مجموعة من الشباب الباحثين عن لقمة عيش، حين اصطدمت بهم سيارة، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص، وجرى نقلهم إلى مستشفى جامعة الزقازيق، لكن فاطمة كانت بين من لم يمهلهم القدر، ففاضت روحها هناك متأثرة بإصابتها، تاركة صدمة في قلوب أهلها وأصدقائها.
طالبة متفوقة.. وابنة بارة
فاطمة كانت واحدة من أوائل دفعتها، وتم تكريمها منذ يومين فقط تقديرًا لتفوقها الدراسي. لم يمنعها تفوقها من العمل في مصنع خضار، فهي الابنة الكبرى لأسرة بسيطة، ووالدها من ذوي الهمم، وكانت تتحمل مسؤولية المساعدة في مصاريف البيت والجامعة.
مثال في الأخلاق والجدعنة
وصفها المقربون بأنها فتاة خلوقة، محبوبة من الجميع، وكانت دائمًا سبّاقة لفعل الخير، تساعد الجميع دون شكوى، وتحمل حلمًا بسيطًا: أن تُكمل تعليمها وتفرّح أهلها.
يقول أحد أقاربها لـ القاهرة 24: فاطمة كانت قدوة لكتير من البنات.. مجتهدة، محترمة، وبتشتغل علشان تساعد أهلها.. مش ممكن نستوعب إنها راحت فجأة كده.
حزن وصدمة في الشارع
الشارع في مشتول السوق يعيش حالة من الذهول، والحديث لا يدور إلا حول فاطمة، التي رحلت وهي في طريقها للعمل، بين الحياة والطموح والمستقبل الذي كانت تبنيه بعرقها.
وطالب الأهالي بضرورة حماية العمالة البسيطة التي تضطر لاستخدام وسائل نقل غير آمنة يوميًا، يقودها سائقون يتناولون المواد المخدرة ويعرضون حياة الآخرين للموت دون وعي أو مسؤولية.
