خبير: حريق سنترال رمسيس أثر على نقطة ارتكاز رئيسية لشبكة المصرية للاتصالات
قال المهندس محمد مغربي، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس اليوم لم يكن مجرد حادث عرضي، بل مسّ أحد أهم مراكز الاتصالات الحيوية في مصر، مما أدى إلى تأثير مباشر على خدمات الصوت والإنترنت في أنحاء متفرقة من البلاد.
وأضاف مغربي في منشور عبر صحفته على فيسبوك: سنترال رمسيس يُعد نقطة ارتكاز رئيسية داخل شبكة المصرية للاتصالات، وهو أكثر من مجرد سنترال تقليدي، حيث يضم مركز بيانات كبير، ونقاط ربط بينية تستخدمها جميع شركات المحمول العاملة في مصر.
وأوضح مغربي أن البنية التحتية لشركات المحمول رغم استقلالها، تعتمد جزئيًا على شبكة المصرية للاتصالات، خاصة في مناطق مركزية مثل رمسيس، حيث يتم استضافة تجهيزات مهمة مثل وحدات الربط البيني وأجهزة التوجيه.
شركات المحمول الأربع فودافون، أورنج، اتصالات، وWE تعتمد على نقاط مشتركة في السنترال لتبادل الحركة الصوتية والبيانات، ولإنهاء المكالمات على الشبكة الأرضية.
كما أن بعض المحطات الطرفية يتم تشغيلها فعليًا من خلال تجهيزات موجودة داخل السنترال."
وأشار مغربي إلى أن الخدمات الصوتية كانت الأكثر تضررًا، موضحًا أن: مكالمات الصوت، خصوصًا التي تعتمد على تقنيات مثل VoIP أو IMS، تحتاج إلى مسارات لحظية دقيقة، لا تتحمل التأخير أو فقدان التزامن، على عكس الإنترنت الذي يمكنه إعادة توجيه البيانات عبر مسارات بديلة.
وعن التأثير الفني المباشر للحريق، قال مغربي: حتى لو لم تصل النيران إلى الأجهزة مباشرة، فإن توقف أنظمة التبريد الصناعي في الغرف التقنية يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وهو ما يجعل المعدات تفصل أو تتعرض للتلف. كما أن كابلات الفايبر تتأثر بدرجات الحرارة الزائدة، مما يضعف أو يقطع الإشارة تمامًا.
وأنهى مغربي حديثه بالتأكيد على الأهمية الاستراتيجية لموقع سنترال رمسيس، قائلًا: السنترال يعمل كمحور أساسي للربط بين الشبكة الأرضية والمحمول، ويستضيف أنظمة توجيه ومراقبة الشبكة. وأي خلل فيه يؤدي إلى تأثير تسلسلي مشابه لأحجار الدومينو، وهو ما شهدناه اليوم بشكل واضح.
وشدد المهندس محمد مغربي في ختام تصريحاته على أن فرق الدعم الفني من جميع شركات الاتصالات تعمل حاليًا على مدار الساعة لاستعادة الخدمة تدريجيًا.
ما حدث ليس خللًا في كل الشبكات، بل نتيجة لحادث طارئ في نقطة مركزية مشتركة. المطلوب منّا كمستخدمين بعض الصبر، وتقدير الجهود الضخمة التي تُبذل خلف الكواليس لإعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت.
