الولايات المتحدة تواجه أسوأ تفشٍ للحصبة منذ أكثر من 30 سنة
سجلت الولايات المتحدة رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة، هو الأعلى منذ 33 عامًا، حيث تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 1288 حالة خلال الأشهر الـ 7 الأولى من عام 2025، حسب بيانات صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
انتشار الحصبة في الولايات المتحدة
وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 90% من المصابين هم من الأشخاص غير المطعمين، أو من لديهم حالة تطعيم غير معروفة، ما يعكس أزمة ثقة متزايدة في اللقاحات داخل بعض المجتمعات.
وبدأت موجة التفشي هذه في ولاية تكساس، وتحديدًا في مناطق ذات معدلات تطعيم منخفضة، وسرعان ما انتشرت إلى 38 ولاية، منها نيويورك ونيوجيرسي وكنتاكي، ما أدى إلى دخول مئات المصابين المستشفيات ووقوع أولى حالات الوفاة المرتبطة بالحصبة منذ عقد، بينها طفل غير مُلقح توفي في فبراير.
ورغم أن الولايات المتحدة أعلنت عام 2000 القضاء على مرض الحصبة داخل حدودها، فإن الانخفاض المتزايد في معدلات التطعيم، وتزايد الإعفاءات غير الطبية منذ عام 2010؛ فتح الباب أمام عودة المرض.
ويُشار إلى أن بعض الولايات سمحت للعائلات بعدم تطعيم أطفالها لأسباب دينية أو فلسفية، وهو ما ساهم في نشوء "جيوب سكانية" ضعيفة المناعة، سهّلت انتشار العدوى.
أزمة تطعيم وطنية
وحسب CDC، بلغت نسبة الأطفال في سن رياض الأطفال الذين تلقوا التطعيم الكامل في العام الدراسي الماضي 92.7% فقط، وهي نسبة أقل من الحد المطلوب للوقاية المجتمعية، والمُحدد بـ 95%، وفي بعض الولايات، انخفضت النسبة إلى مستويات تنذر بالخطر.
وحذر الأطباء من أن الحصبة لا تقتصر على الحمى والطفح الجلدي فقط، بل قد تؤدي إلى مضاعفات مميتة مثل التهاب الدماغ التقدمي (SSPE)، المعروف أيضًا بـ "مرض داوسون"، والذي قد يتطور بعد سنوات من الإصابة الأولية بالحصبة، وغالبًا ما يكون قاتلًا ولا علاج له.


