القلوب خارج اللجنة والأمل معقود على الورقة الأخيرة.. مشاهد وداع آخر امتحانات الثانوية العامة
الساعة تقترب على انتهاء امتحانات الثانوية العامة لهذا العام الذي شهد الكثير من الأحداث، الطلاب الآن داخل اللجان يكتبون، والأمهات في الخارج يتهامسون بالدعاء، كل دقيقة تمر الآن تحمل وزن سنة كاملة من السهر والتعب والخوف، رائحة الورق، وضغط الوقت، وسكون الشوارع، كلها تفاصيل تُشبه لحظة ما قبل الإعلان عن مصير حياة ومستقبل لا يعلمه إلا الله.

مشاهد وداع آخر امتحان الثانوية العامة
أرصفة المدارس يملأها القلق، لا صوت يعلو فوق صوت الدعاء، ولا مشهد يغلب مشهد أم تحتضن مصحفها وتهمس بآيات الطمأنينة، الأمهات ترفع يديها نحو السماء، بينما عيناها لا تفارقان بوابة اللجنة، تنتظر ابنها أو ابنتها في آخر أيام امتحانات الثانوية العامة.

إلى جوارها، تجلس أم أخرى تفترش الرصيف، وعلى حجرها زجاجة مياه، كل شيء يبدو بسيطًا، لكنه مشبع بالحب، بالخوف، وبالصبر الذي يشبه صلاة طويلة.
خلال ساعة ستطوي صفحة الامتحان
أما الآباء، فمشهدهم مختلف، لا يمسكون مصاحف، ولا يرددون الأدعية بصوت عالي، لكن في عيونهم قلق لا يمكن إخفاؤه، يمر الوقت ببطء، وكأن كل دقيقة تزن سنوات، وعندما تفتح الأبواب أخيرًا خلال الساعة المقبلة، وتبدأ وجوه الطلاب بالخروج، تتغير ملامح الانتظار فجأة أم تبكي من الفرح، وأب يثبت مكانه ويواسي أبناءه.

لا شيء في هذا المشهد عابر هو أكثر من نهاية امتحان، هو مشهد حب صامت، وقلق مشترك، ومعركة خاضها الأهل من وراء الكواليس لا يعلم عنها شئ كل بيت، وراء قصة حكاية يكتبها الطالب.
خلال ساعة، ستطوي صفحة الامتحان، لكن صفحة الدعوات والحب اتكتبت خارج اللجنة على الأرصفة ستظل مفتوحة إلى الأبد لدفعات أخرى في المستقبل.


