الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

وجوه ما دخلتش اللجنة.. بس عاشت كل سؤال

الخميس 10/يوليو/2025 - 06:51 م

طلبة الثانوية العامة من ساعات قليلة كانوا في اللجنة بيكتبوا الإجابة الأخيرة في تحديد مصيرهم، بس أمام أبواب المدارس أم وأب بيعيشوا امتحان ما حدش حطّه في جدول الوزارة، الأهالي دول ما خدوش من الثانوية جدول، ولا توزيع درجات، بس خدوا نص التوتر، وكل القلق، وكل الرجاء في ورقة أخيرة.

فيه أم دمعت وهي شايفة ابنها طالع من آخر لجنة، مش بس علشان خلص، لكن علشان هي كمان خلصت معاها أيام طويلة كانت بتصحيه فيها، وتقرأ له وردها، وتستناه تحت الشمس، وفي أب واقف على الرصيف بيضحك، بس في ضحكته راحة مجهدة، كأنه كان بيعدّ الأيام بالورقة والقلم، مستني لحظة النهاية، اللي جت أخيرًا، الناس اللي ما شافتش دموع الأب، بشافوا ضهره اللي كان بيستحمل عشان ولاده ما يحسوش.

الثانوية العامة ما كانتش بس ورقة أسئلة للطالب، كانت كمان صمت أب خايف، وحب أم، الأب يمكن ما قراش معاهم درس، ولا راجع معاهم حرف، بس كان هو أكتر حد حافظ كل ملامحهم وهم مرهقين وبيعدي الأيام بصوته الهادي، وإيده اللي بترتعش من الخوف، واقف برا اللجنة كل يوم، في نفس المكان، بنفس القلق، بس من غير كلام، ثابت كالجبل، حتى لو الدنيا حواليه بتهز.

النهاردة، الطلبة خرجوا من آخر لجنة، اللي تعتبر الموقف الأصعب في حياتهم، الامتحانات خلصت، بس أثرها لسه على وشوش الأمهات، وعلى ملامح الآباء اللي تعبوا بصمت، وأنا بفتكر إني كنت طالبة، كنت بكتب جوه اللجنة، والنهاردة، بقيت بكتب برّه اللجنة عن الناس اللي جواها، وعن اللي واقفين على الرصيف بيدعوا ليهم من قلبهم. كل سنة، بشوف نفس المشهد، بس عمري ما بشوفه بعين واحدة، بشوفه بعين البنت اللي كانت في يوم من الأيام جوه ومحطوطة في نفس الموقف، لسه فاكرة كل امتحان، وكل حرف كنت بحاول أفتكره، وكل مرة نسيت كل حاجة قبل ما أشوف ورقة الأسئلة، بس اللي ما نسيتوش أبدًا إحساسي وقتها، بس المذاكرة بتتنسي، والإجابات بتتبخّر، والأسئلة بتعدّي، بس اللي بيفضل جوه الذاكرة مين كان معايا وبيخاف عليّا من قلبه، وفي رأيي دا النجاح الحقيقي.

ودلوقتي بشوفهم بعين الصحفية اللي عارفة إن الحكاية الحقيقية ما بتتكتبش كلها في ورقة الأسئلة، لكن بتتكتب على الرصيف اللي اتحوّل لساحة حب وصبر ودعاء، الثانوية خلصت، لكن الحكاية لسه ما خلصتش، الحكاية دي بتبدأ من تاني في مراحل كتير في حياتهم.

الورق اتسلّم خلاص، واللجان اتقفلت، بس دعاء الأمهات، وسند الآباء، وتعبهم اللي ما بنشوفوش غير من بعيد، هو اللي فضل مفتوح. في الآخر، مفيش مجموع أكبر من رضاهم، ولا كلية أهم من حضن أم، الحكاية ما كانتش عن درجات، الحكاية كانت عن حب ما بيتقاسش، وناس ما بيتنسوش.

أقولك على حاجة؟ الوقت بيعدي، والمشهد بيكمل، والحقيقة ما بتتغيرش في كل سنة، فيه أم بتدعيلك، وأب واقف بيطمنك، وفيه قصة حب صامتة ما بتتكتبش في ورقة، لكن بتصنع نتيجة عمر كامل.

تابع مواقعنا