صندوق حرب.. أثرياء نيويورك ينفقون المليارات لمنع صعود زهران ممداني
أثار فوز المرشح الإشتراكي، زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك صدمة واسعة في أوساط الطبقة الاقتصادية الثرية في المدينة، وهو ما دفع بعض من أبرز ممولي نيويورك في التحرك لتشكيل شبكة من الجماعات الخارجية التي تعتزم خوض معركة شرسة ضد المرشح التقدمي، في محاولة أخيرة لوقف صعوده المفاجئ.
زهران ممداني المرشح لرئاسة مدينة نيويورك
وعلى الرغم من عدم توافقهم على دعم مرشح بعينه، فإن هذه الجهات تتفق على هدف واحد يتمثل في هزيمة المرشح الاشتراكي الديمقراطي الذي ظهر من خارج المؤسسة التقليدية ويتمتع بقاعدة جماهيرية مخلصة، وتشير التقديرات إلى أن هذه المعركة الانتخابية قد تكون الأعلى تكلفة في تاريخ المدينة.
وأُعلن عن تأسيس مجموعة مستقلة جديدة تخطط لإطلاق حملة تسمي صندوق حرب، ضد ممداني بميزانية أولية لا تقل عن 20 مليون دولار، وفقا لمصادر مطلعة على الخطة، وأظهرت وثيقة قُدمت إلى مجلس انتخابات ولاية نيويورك أن المجموعة سجّلت نشاطها الرسمي يوم الثلاثاء.
ولا تُعد هذه المجموعة الوحيدة التي يتم تعبئة المتبرعين من أجلها لمواجهة ممداني، إذ يجري التخطيط لضخ ملايين الدولارات عبر عدة كيانات مماثلة، ومن بين الأسماء البارزة التي تدرس المساهمة أو جمع التبرعات كل من بيل أكرمان، الرئيس التنفيذي لشركة بيرشينغ سكوير، والمستشار السابق لترامب وعمدة نيويورك الأسبق رودي جولياني.
وقال بو ديتل، الذي يخطط لجمع نحو 10 ملايين دولار بالتعاون مع جولياني من خلال مجموعة أخرى، إن الجميع يتساءل: كيف نوقف هذا الرجل؟ وأضاف أن ممداني يحظى باهتمام كبير في استطلاعات الرأي، بينما لا يظهر باقي المرشحين أي تحرك فعلي، حسب صحيفة نيويورك تايمز.
وقد فاجأ ممداني النخبة السياسية والاقتصادية في المدينة بفوزه في الانتخابات التمهيدية الشهر الماضي، متقدمًا على المرشح المتوقع والحاكم السابق أندرو كومو، ما أثار حالة من الذعر في أوساط الطبقة المالية حيال احتمال وصول اشتراكي إلى رأس السلطة في المدينة.
وفي تعليق له خلال فعالية يوم الخميس، وصف الرئيس التنفيذي لمصرف جي بي مورجان، جيمي ديمون، ممداني بأنه أقرب إلى الماركسي منه إلى الاشتراكي، منتقدًا خطاب حملته باعتباره من الشعارات الأيديولوجية الجوفاء التي لا علاقة لها بالواقع.
لكن الخطة لهزيمته لا تزال غير واضحة المعالم، ويشير الاستراتيجيون السياسيون والممولون إلى أن الأسابيع الأولى من الحملة الانتخابية العامة اتسمت بالفوضى، كما اشتكي البعض من أن المعسكر المعارض لممداني يفتقر إلى رسالة إيجابية، وإلى مرشح بديل، وحتى إلى قاعدة ناخبين قادرة على الحسم، كما يبدون تخوفًا من أن تدفق الأموال الخارجية قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويُثير شكوك الناخبين تجاه تأثير المصالح الخاصة.
وكان ممداني انتقد سابقا سياسة إسرائيل في غزة، كما توعد باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استجابة لقرار الجنائية الدولية، حال فوزه اختياره لمنصب عمدة نيويورك.
