الأحد 07 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

قصة نجاح مصري بجامبيا والفرص الاستثمارية غرب إفريقيا وأسرار نجاح مشروعاته بمصر والدول العربية.. السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24

السفير حاتم رسلان
سياسة
السفير حاتم رسلان
السبت 12/يوليو/2025 - 01:00 م

• مصر مؤهلة لتصبح مركزًا لوجستيًا إقليميًا ومن أكبر 10 اقتصادات عالميًا
• خطوط الطيران المباشر لإفريقيا ضرورة اقتصادية ملحة
• بدأنا التصنيع في مصر منذ 2018 
• السيارة لم تعد رفاهية ويجب إنتاجها محليًا بسعر مناسب وجودة عالية
• نخطط حاليًا لإطلاق خط تصنيع جديد في غرب إفريقيا
• أولويات الإصلاح تبدأ من تثبيت سعر صرف العملة لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي
• تهيئة بيئة الاستثمار بشكل يجعل مصر الوجهة الأولى في المنطقة

من فرص الاستثمار في دول غرب إفريقيا، والتحركات المصرية الأخيرة لاستعادة الدور التاريخي في القارة السمراء، إلى تجربة خاصة في دولة جامبيا جعلته سفيرًا للدولة في وطنه مصر، إلى تجارب استثمارية ضخمة في مصر وعدد من الدول العربية، وخطط لسنوات قادمة، تحدّث السفير حاتم رسلان، السفير المتجول لدولة جامبيا، ومدير مكتب الاتصال في مصر، ورئيس مجلس إدارة شركة يونايتد براذرز للصناعات الهندسية، في ندوة "القاهرة 24".

السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24
السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24

البداية كانت بحثًا في رحلة عائلة رسلان وعلاقتهم بدولة جامبيا، حيث أوضح أن والده دشّن استثمارًا في جامبيا عام 1993، بينما كانت أول زيارة له هو شخصيًا في عام 1996، موضحًا أنها دولة سياحية وقريبة من أوروبا، وكانت مستعمرة إنجليزية، وكان السياح الإنجليز يفدون إليها أكثر من العرب.

قال: "في عام 2001 اتخذت قرارًا مفصليًا في حياتي بإكمال دراستي في جامبيا، وكنت ضمن الدفعة الأولى من خريجي الجامعة الوطنية في جامبيا، ولذلك أغلب زملائي الذين تخرجوا معي يشغلون اليوم مناصب مهمة، وفي ذلك الوقت كانت العلاقة تجارية ودراسية".

وأضاف: "ومن بعد عام 2006 كنت هناك للعمل، وشغلي مع الخارجية في عام 2015 جاء بالصدفة، حيث كنت قنصلًا فخريًا، ثم تعددت المناصب. وبالنسبة للتجارة، فـجامبيا دولة صغيرة، ولذلك توسعنا في أغلب دول غرب إفريقيا المجاورة لها، ولكن تظل جامبيا في القلب، وأهلها طيبون وودودون".

وحول الحراك المصري الأخير في القارة الإفريقية، أكد أن هناك حراكًا للوزير بدر عبد العاطي يُحسب له، حراك كبير واهتمام بإفريقيا، والزيارة التي تمت لجامبيا مؤخرًا زيارة تاريخية، لأن الزيارة التي سبقتها كانت في الثمانينيات.

وحول التعاون بين البلدين، أكد أن هناك تعاونًا كبيرًا بين مصر وجامبيا، وهناك مستشفى مصري في جامبيا، وتم توقيع اتفاقيات في مجالات عدة منها الاستزراع السمكي وتسهيلات في التأشيرات، ومصر كانت من الدول التي تمد جامبيا بالأدوية، ويوجد تواجد مصري قوي. "هناك تعاون في علاج السرطان، وأنا أعتبر مرض السرطان في إفريقيا كارثة".

السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24
السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24

وخلال الندوة، تحدث رسلان عن مساعي مصر لاستعادة دورها التاريخي في القارة الإفريقية، قائلًا: "بالقطع، وأتوقع ذلك بقوة، ولكن النتائج لن تكون سريعة. هناك إرث موجود، حصلت توترات، وحدث ابتعاد عن الملف، ولكن أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي. نحن نحلم بتحقيق 100 مليار دولار صادرات، والفرص في إفريقيا، في دول عدة، أفضل من الدول العربية وأوروبا، لأنهم غير مهتمين بالتصنيع أو السياحة العلاجية، وكذلك الزراعة. هناك مجالات مفتوحة لمصر. خلال عام أو عامين قد يحدث تطور حقيقي مع حالة الحراك التي نشهدها مؤخرًا، سواء من وزارة الخارجية أو من رجال الأعمال. ولا بد من استعراض فرص الاستثمار؛ فالدول الإفريقية تشعر بأهمية هذا الأمر... الاقتصاد هو اليد الناعمة للسياسة، مثل ما تقوم به شركة المقاولون العرب".

وأشار إلى الفرص أمام القطاع الخاص المصري في جامبيا، مؤكدًا أن هناك فرصًا تجارية واستثمارية حقيقية، وأن هناك بضائع مصرية سيكون لها سوق هناك، مثل المواد الغذائية والقطنيات، وكذلك في مجال السياحة. وأضاف:"بالقطع، هناك فترات لا تكون فيها غرفة واحدة متاحة في أي فندق، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود خطوط طيران مباشرة. هناك مميزات استثمارية، على رأسها حرية التداول ونقل الأرباح، والنظام القانوني هناك يحمي الاستثمار، ويوجد قدر كبير من الشفافية، ولا توجد مفاجآت، وكلها عوامل آمنة تشجع الاستثمار وتمنحه الجرأة. هناك قوانين ضريبية، والأمور هناك ميسّرة. جامبيا قد لا تكون فيها ثروات طبيعية كبيرة، ولكن ذلك قد يكون نعمة؛ فمثلًا، سيراليون التي عملت فيها، بها ثروات ضخمة، ولكنها بلد غير مستقر".

وبشأن السياحة في جامبيا، ذكر أن 80% من الناتج القومي هناك يعتمد على السياحة، و20% على الزراعة، وأضاف: "المصريون أمامهم فرصة لا تُفوّت للاستثمار في الزراعة هناك، فهم يستوردون أغلب احتياجاتهم، حتى الأساسية، وهذا مجال يستهويني خلال الفترة المقبلة".

وتطرق إلى انطلاقته في مجال الاستثمار حيث بدأت منذ سنوات دراسته الجامعية، مستفيدًا من نشأته في عائلة تنشط في مجالات متعددة من التجارة وريادة الأعمال، ومعززًا بشغفه للإنتاج والتوسع في الأسواق.

وأوضح أنه درس التجارة وواجه تحديات كبيرة، خاصة في التعاملات التجارية مع الأسواق الخارجية، مشيرًا إلى أن أبرز تلك التحديات تمثلت في اختلاف اللغة وثقافة المستهلكين في كل دولة. وأضاف أن شركاته حرصت دائمًا على فهم طبيعة كل سوق وتلبية احتياجاته، وهو ما ساعد على تعزيز الانتشار الخارجي.

وأكمل أن السوق الإفريقية تضم فرصًا كبيرة للاستثمار والتجارة، كاشفًا عن أنه تراجع عن التعامل مع إحدى الدول الإفريقية نتيجة بعض التحديات، لكنه في المقابل رأى في باقي الدول الإفريقية فرصًا واعدة للنمو، لافتا إلى أن شركته ركزت على التوسع في دول مثل السنغال، غينيا، موريتانيا، إلى جانب أسواق عربية أبرزها السعودية.

وأشار إلى أن شركته بدأت نشاطها الصناعي في مصر عام 2018، ونجحت في تصنيع منتجات مثل الثلاجات والغسالات، مع ضخ استثمارات كبيرة داخل القارة الإفريقية، سعيًا لتعزيز الصادرات ودعم الاقتصاد المصري من خلال زيادة التحويلات الدولارية.

وأوضح أن حجم الصادرات المصرية تجاوز 10 مليارات دولار، خاصة في قطاع السلع الاستهلاكية والمنتجات الغذائية، مؤكدًا أن السوق الإفريقية ما زالت بحاجة إلى مزيد من المنتجات، وهو ما يمثل فرصة كبيرة للصناعة المصرية.

السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24
السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24

وأضاف أن شركته تخطط حاليًا لإطلاق خط تصنيع جديد في غرب إفريقيا، يستهدف التوسع في صادرات مواد البناء، لا سيما الحديد، مؤكدًا أن المخاطرة المدروسة ضرورية في أي مشروع ناجح، مع أهمية الصبر ودراسة السوق بشكل جيد لتحقيق النمو والاستدامة.

حول أبرز التحديات التي تواجه المصدرين، شدد على أهمية تسهيل الإجراءات وتقليل التعقيدات الورقية، مشيرًا إلى أن اختيار الأسواق التي تتميز بسهولة الإجراءات يسهم في تحفيز الاستثمار وزيادة الصادرات.

تابع أن ضعف حجم التبادل التجاري بين الدول الإفريقية يمثل عائقًا رئيسيًا أمام تدشين خطوط طيران مباشر، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا والإنترنت ساهمت في تحويل العالم إلى قرية صغيرة، مما يسهل رصد وتحليل حركة السفر. وضرب مثالًا بتجربة الخطوط الجوية المغربية التي بدأت تظهر نتائج دخولها سوق جامبيا بعد عام من التشغيل.

وأوضح حاتم رسلان، أن مصر تمتلك موقعًا جغرافيًا بالغ الأهمية يؤهلها لتكون محورًا لحركة الطيران العابر "الترانزيت"، خاصة مع مرور عدد كبير من الرحلات الدولية من خلالها، مثل رحلات الحج والعمرة، والصين، والمغرب، وتركيا.

وأشار إلى أن التكامل بين منظومتي الشحن الجوي والبحري يتطلب عملًا متواصلًا وجهدًا مشتركًا لتطوير البنية التحتية وتعزيز تنافسية مصر كمركز لوجستي إقليمي.

وشدد رسلان، على أن إطلاق خطوط طيران مباشر إلى دول مثل السنغال وجامبيا وموريتانيا ضرورة اقتصادية واستراتيجية، لكنها تحتاج إلى دراسات متأنية وتخطيط شامل، يأخذ في الاعتبار عدد المستفيدين وجدوى المشروع، مؤكدًا أن النتائج لا يمكن أن تتحقق دون تخطيط مسبق وصبر على التنفيذ.

وأضاف أن دول غرب إفريقيا تمتلك فرصًا هائلة رغم ضعف مستويات الدخل، حيث يمكن من خلال مشروعات استراتيجية رفع مستوى دخل الأفراد، وتحويل الفئات منخفضة الدخل إلى شرائح متوسطة، لافتًا إلى أن تلك الدول تزخر بموارد طبيعية وبشرية تجعل منها بيئة خصبة للاستثمار طويل الأجل.

تكريم السفير حاتم رسلان من القاهرة 24
تكريم السفير حاتم رسلان من القاهرة 24

وفي سياق حديثه عن السوق المصري، قال إن مصر تعد من أقوى الأسواق الاستهلاكية في المنطقة، نظرًا لارتفاع حجم الطلب، ما يجعلها جاذبة للاستثمار بشرط توفير الموارد وزيادة القدرة الشرائية للمواطنين.

وأشار إلى أن الصعيد المصري يُعد "قارة داخل الدولة"، نظرًا لغناه بالموارد الطبيعية والبشرية، لكنه بحاجة إلى جهد كبير لتنميته واستغلال إمكانياته الهائلة في الزراعة والصناعة.

وأكد أن تنمية المناطق الصناعية والزراعية في الصعيد يمكن أن تنقل الاقتصاد المصري إلى مكانة متقدمة، داعيًا إلى التوسع في إقامة موانئ داخلية لدعم حركة التجارة، وتطوير الصناعات التصديرية المرتبطة بمحاصيل مخصصة للتصدير.

وتطرق حاتم رسلان، إلى أهمية تنفيذ تكليفات القيادة السياسية بإنشاء مصانع محلية لإنتاج ألبان الأطفال، مشيرًا إلى أن فاتورة استيرادها تمثل عبئًا كبيرًا على الدولة، وأن توطين هذه الصناعة من شأنه تقليل معدلات البطالة وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.

وعن ملف الصناعات الثقيلة، شدد رسلان، على ضرورة وجود إرادة سياسية واضحة لدعم صناعة استراتيجية واحدة على الأقل تكون قادرة على قيادة قطاع الصناعة الوطني، مستشهدًا بتجربة المغرب في إنتاج سيارة محلية بالكامل، والتي تحولت إلى رافد مهم للدخل القومي المغربي.

وأشار بالتأكيد على أن المناخ الاستثماري في مصر يسير في الاتجاه الصحيح، لكنه بحاجة إلى مزيد من التسهيلات لجذب المستثمرين، خاصة في ظل ما خلفته جائحة كورونا من حالة من الحذر لدى رؤوس الأموال الأجنبية، مطالبًا الدولة بتهيئة بيئة الاستثمار بشكل يجعل مصر الوجهة الأولى في المنطقة.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة سيلتال المتخصصة في مجال تصنيع الأجهزة المنزلية، أن مصر تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها للدخول ضمن قائمة أقوى 10 اقتصادات على مستوى العالم خلال السنوات القادمة، بفضل مواردها البشرية والطبيعية، إلى جانب قدرتها العلمية والعملية على تنفيذ خطط تنموية طموحة.

وأوضح رسلان أن المرحلة المقبلة تتطلب العمل الجاد على عدد من الملفات الحيوية، في مقدمتها ملف تصنيع السيارات، مشيرًا إلى أن السيارة لم تعد من الكماليات بل أصبحت من ضروريات الحياة، ومن ثمّ يجب توفيرها بأسعار مناسبة وجودة عالية لجميع المواطنين، مطالبًا الجهات المعنية بالنظر في هذا الملف وبدء العمل الفعلي عليه.

السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24
السفير حاتم رسلان يتحدث في ندوة القاهرة 24

وفيما يخص العلاقات مع إفريقيا، أشار رسلان إلى أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي مع دول غرب القارة، موضحًا أن دول الإيكواس تشكل سوقًا هائلة يزيد عدد سكانها عن 300 إلى 400 مليون نسمة، منهم 200 مليون في نيجيريا وحدها.

وأضاف أن من أسهل وأسرع طرق الاستثمار في هذه الدول تقديم الدعم التقني والمساعدات الفنية، إلى جانب العمل على دمج الاقتصاد المصري مع اقتصادات المنطقة.

وتطرق رسلان إلى التحديات الاقتصادية التي واجهتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكدا أن أزمة تدبير الدولار كانت من أخطر الأزمات، وأحد أهم أولويات الإصلاح يجب أن تكون تثبيت سعر صرف العملة لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي، كما دعا إلى خفض أسعار الفائدة البنكية، موضحًا أن ارتفاع الفائدة ينعكس سلبًا على كافة الأنشطة الإنتاجية، سواء في الصناعة أو الزراعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار محليًا وتراجع القدرة التنافسية للتصدير.

وحذر رسلان من حالة الكساد العالمية والمحلية الناتجة عن الترقب الدولي لسياسات الرسوم الجمركية، مشيرًا إلى أن حالة عدم اليقين دفعت كثيرًا من المستثمرين إلى التريث حتى تتضح الصورة عالميًا.
وفيما يتعلق بحلول مشكلات التمويل، أكد رسلان أن التمويل لم يعد يمثل عائقًا كبيرًا بوجود أدوات مثل نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)، الذي أثبت فاعليته داخل مصر مؤخرًا، وأتاح للقطاع الخاص المشاركة في مشروعات استثمارية مع الدولة، واصفًا إياه بأنه: نظام مريح يمكّن المستثمر الواعي من الحصول على تمويل مستقر وفعال.

وشدد في ختام تصريحاته على أن آلية التنفيذ هي مفتاح النجاح الحقيقي، قائلًا: لا فائدة من التخطيط دون وجود آلية واضحة وفعالة للتنفيذ، معربًا عن ثقته في قدرة الدولة المصرية على تحقيق قفزات تنموية نوعية خلال المرحلة المقبلة.

تابع مواقعنا