مسؤولون كبار في الخدمة السرية تجاهلوا تهديدًا قبل محاولة اغتيال ترامب بـ10 أيام.. ما القصة؟
كشف تقرير جديد صادر عن مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي GAO عن إخفاق خطير لجهاز الخدمة السرية، بعدما تبيّن أن مسؤولين رفيعي المستوى في الجهاز تلقوا معلومات استخباراتية عن تهديد محتمل يستهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل 10 أيام من محاولة اغتياله في بتلر، بنسلفانيا، لكنهم لم يشاركوا هذه المعلومات مع الفريق الأمني المكلّف بحمايته.
محاولة اغتيال ترامب
وأشار التقرير إلى أن التهديد الذي صُنّف بأنه شديد الحساسية لم يُعتبر وشيكًا بما يكفي، لذلك لم يتم إبلاغ العملاء المكلفين بتأمين التجمع الانتخابي الذي شهد محاولة الاغتيال.
وهذا القرار عرّض حياة ترامب للخطر، بحسب التقرير، وألقى بظلال من الشك على البنية التنظيمية والتنسيقية لجهاز يفترض أنه يحمي أبرز الشخصيات في البلاد.
لحظات كادت تغير التاريخ
وفي 13 يوليو 2024، نجا ترامب بأعجوبة من محاولة اغتيال نفذها المسلح توماس ماثيو كروكس، والذي أطلق النار من سطح مبنى على الحشد، فأصاب ترامب وعددًا من الحضور، بينما قُتل رجل الإطفاء كوري كومبيراتوري.
وجاء الرد الأمني متأخرًا، حيث تم تحييد كروكس برصاص قناص تابع للخدمة السرية بعد لحظات من الحادث.
انتقادات لاذعة من الكونجرس
السيناتور الجمهوري تشاك جراسلي، الذي قاد لجنة التحقيق البرلمانية، ندد في تصريح رسمي بسلسلة "القرارات السيئة والعوائق البيروقراطية" التي سمحت بحدوث الحادث، مشيرًا إلى أن الوكالة كان أمامها عدة فرص لمشاركة معلومات التهديد لكنها فشلت في كل مرة.
كما أكد جراسلي، أن التقرير يمثل خريطة طريق للإصلاح، داعيًا إلى إعادة هيكلة شاملة في آليات التعامل مع التهديدات الأمنية داخل الجهاز، وتطوير آليات التنسيق مع الشرطة المحلية وأجهزة مكافحة الإرهاب.
تفاصيل صادمة في التقرير
ووفقًا للتقرير، لم يتلق المسؤول الميداني في بيتسبرغ أي معلومات عن التهديد، ولو وصلته، لطلب تعزيزات أمنية خاصة مثل زجاج مقاوم للرصاص، وفريق متخصص في مكافحة القناصة، و6 عملاء من الخدمة السرية أُوقفوا عن العمل بعد الحادث، وسط تحقيق داخلي موسع، ولم تكن هناك آلية واضحة لتبادل المعلومات الحساسة مع الشركاء الأمنيين إذا لم تُصنّف كـ "تهديد وشيك للحياة.
نمط متكرر من الفشل؟
وانتقد مراقبون ما وصفوه بـ نمط من الإهمال الإداري داخل جهاز الخدمة السرية، مشيرين إلى أن التهاون في مشاركة المعلومات الحساسة بات يشكل تهديدًا للأمن القومي ويقوّض ثقة الجمهور في قدرة الوكالة على أداء مهامها.
هل يتكرر سيناريو بتلر؟
وختم السيناتور جراسلي تصريحاته بالقول، الأمر لا يتعلق فقط بما حدث في بتلر، بل بمنع تكرار سيناريو مشابه في المستقبل، وهذه المراجعة يجب أن تكون بداية لإصلاح جذري، لا مجرد ورقة أخرى على الرف.
