السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مرصد الأزهر: إسرائيل استخدمت التكنولوجيا والجواسيس لتدمير الإنسانية خلال حرب إيران

مرصد الأزهر
دين وفتوى
مرصد الأزهر
الإثنين 14/يوليو/2025 - 01:00 م

أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فيه عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير في المنطقة، مُدينًا ما وصفه بـالإرهاب الدولي المنظم الذي مارسه الكيان الصهيوني، والذي تجسد في المواجهة مع إيران التي اندلعت في فجر القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أن هذه المواجهة، رغم قصر مدتها، تركت آثارًا عميقة وغيّرت خريطة التوازنات الإقليمية، كاشفةً عن وجه الكيان الحقيقي كآلة عسكرية متطرفة لا تعرف سوى لغة الدم والدمار.

وأوضح المرصد أن الكيان الصهيوني استخدم خلال هذه المواجهة أحدث التقنيات التكنولوجية في شن سلسلة من الضربات الجوية المتزامنة التي استهدفت العمق الإيراني، مُحولًا التكنولوجيا إلى أداة قتل دقيقة تستهدف البشر والحجر بلا تمييز، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية. 

وتابع: وقد ارتكزت هذه العمليات على الذكاء الاصطناعي الذي استُخدم في توجيه الضربات بدقة فائقة، مما قلّص هامش الخطأ البشري، والحرب الإلكترونية التي اخترقت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وعطّلت الرادارات، وشلّت الأنظمة الحيوية الحديثة، وهو ما يمثل سابقة خطيرة تهدد أمن العالم أجمع، والاغتيالات الدقيقة التي طالت قادة عسكريين وعلماء بارزين، وهو ما يُعد جانبًا من الإرهاب الدولي الذي مارسه الكيان الصهيوني، متجاوزًا كل الأعراف والقوانين، وحرب الجواسيس: التي اعتمد فيها الكيان على تجنيد جواسيس للوصول إلى أهداف دقيقة، وقد أضاف هذا بعدًا جديدًا لاتهامات الإرهاب الدولي الموجهة ضده. 

مرصد الأزهر: إسرائيل استخدمت التكنولوجيا والجواسيس لتدمير الإنسانية خلال حرب إيران 

وأكد المرصد أن هذه الممارسات تكشف عن خوف عميق يختبئ وراء القوة المادية للكيان، وهو الخوف من إرادة الشعوب وقدرتها على المقاومة، مشيرا إلى أن كلا الطرفين في هذه المواجهة خرج يلوّح براية النصر المزعوم، بينما الحقيقة أكثر قسوة، حيث تمثلت التكاليف الباهظة على المستوى العلمي فقدان إيران عشرات العلماء النوويين، مما يُفرغ القدرات الاستراتيجية من محتواها العلمي، وعلى المستوى المادي تحوّل البنى التحتية الحيوية إلى ركام يحتاج إلى إمكانيات اقتصادية هائلة لإعادة الإعمار، مما يُثقل كاهل الاقتصادات المنهكة، على المستوى الاستراتيجي.

وتابع المرصد: كشفت هذه المواجهة عن نقاط ضعف كامنة في درع كل طرف، مما قد يفتح شهية دول أخرى لاستغلال هذه الثغرات، ويُدخل المنطقة في دوامة جديدة من التوترات، الضحايا الأبرياء: دماء الأطفال والنساء والشيوخ التي لطخت يد الكيان، وتأجيج التطرف هذه الجرائم تزرع بذور الكراهية للأجيال القادمة، الدرس الأكبر الخطر الذي يمثله التطرف الصهيوني على العالم. 

وشدد مرصد الأزهر على أن هذه المواجهة كشفت حقائق جيوسياسية وفكرية جوهرية، منها أن عصر الحروب التقليدية قد ولى، وأن الصراعات المستقبلية ستعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا المتقدمة، والحرب السيبرانية، والعمليات الاستخباراتية، وحرب الإشاعات، كما أوضح أن التحالفات الإقليمية والدولية هي التي تحدد ميزان القوى الحقيقي، وأن أي قوة منفردة لا يمكنها تحقيق نصر مستدام بمعزل عن دعم حلفائها.

وأشار إلى أن الأدوات الإلكترونية الخبيثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي، قد استُخدمت في تدمير الإنسانية، مؤكدًا أن إسرائيل ليست دولة عادية، بل مشروع إرهاب دولي منظم، وأن التكنولوجيا في يد هذا الكيان أصبحت سلاح دمار شامل، وحذّر المرصد من أن الصمت الدولي يُشجع على المزيد من الجرائم، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطر الداهم.

وأكد مرصد الأزهر أن وقف إطلاق النار الحالي لا يعدو كونه هدوءًا زائفًا، حيث يعيد الطرفان ترتيب أوراقهما استعدادًا لجولة جديدة قد تكون أكثر دموية، ودعا المرصد العالم إلى أن يقف أمام مفترق طرق إما أن يقف ضد هذا الإرهاب المنظم، أو ينتظر حتى يصل الدمار إلى عقر داره، مشددًا على أن المدنيين الأبرياء يبقون الخاسر الأكبر في هذه المعادلة المعقدة، ويدفعون ثمن صراعات النفوذ والهيمنة، وتساءل المرصد: هل يمكن لصوت العقل والحكمة أن يعلو فوق ضجيج المدافع وقرع الطبول قبل أن يُبتلع الجميع في هوة العدم؟.

تابع مواقعنا