بسبب الحجاب.. القصة الكاملة لإنهاء حياة فتاة جزائرية على يد جارها في ألمانيا
في واقعة هزّت الرأي العام الجزائري والجالية العربية في ألمانيا، قُتلت الشابة الجزائرية رحمة عياض، طعنًا داخل المبنى الذي تقيم فيه بمنطقة أرنوم جنوب مدينة هانوفر الألمانية، وذلك على يد جار ألماني اتُهم بالعنصرية تجاه الفتاة العربية.
ووفقًا لما ذكرته هيئة الـ BBC، رحمة التي قدمت من مدينة وهران الجزائرية لمتابعة تدريبها في مجال التمريض، لقيت مصرعها في جريمة مروعة قبل أن تلقي السلطات الألمانية القبض على مرتكبها مؤخرًا، لتبدأ فصول جديدة من التحقيقات وسط مطالبات بعدم استبعاد الدافع العنصري.
تفاصيل الجريمة.. طعنات قاتلة أمام منزلها
وقع الحادث صباح الجمعة 4 يوليو، في الساعة العاشرة والنصف صباحًا، حيث عثرت فرق الإسعاف على رحمة غارقة في دمائها على درج مبناها السكني، وبالرغم من محاولات إنقاذها في مكان الحادث، إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بإصاباتها البليغة.
ووفقًا للشرطة الألمانية، فإن المشتبه به رجل ألماني يبلغ من العمر 31 عامًا، ويقطن في مبنى بجوار سكن الجزائرية تم القبض عليه بعد ساعات من وقوع الجريمة خلال ظهوره مُلطخ بالدماء فور وقوع الحادث، فيما تم إغلاق موقع الحادث وفرض طوق أمني حول الشقة لجمع الأدلة واستجواب الشهود.
والدة الضحية: تعرضت لمضايقات متكررة بسبب الحجاب
وقالت والدة الضحية في تصريحات تلفزيونية جزائرية، إن رحمة تعرضت سابقًا لمضايقات متكررة من قبل الجار نفسه، خاصة بسبب ارتدائها الحجاب، وهو ما أكده أيضًا أصدقاء وزملاء الضحية.
وأضاف حمزة علال شريف الناشط الجزائري في ألمانيا، قائلًا: الضحية كانت تتعرض لكلام جارح وتهديدات ضمنية من المتهم، وقد بلغنا سابقًا أن الجار يكنّ كراهية للمسلمين، خاصة المحجبات، حيث جاءت هذه الشهادات تعزز مخاوف الجالية من أن الجريمة قد تكون بدافع الكراهية الدينية أو العنصرية، رغم أن السلطات لم تؤكد ذلك بعد بشكل رسمي.
وبعد أيام من التحقيق، أكدت شرطة هانوفر أنه تم القبض على المشتبه به رسميًا، ويخضع للتحقيق الجنائي، دون الإفصاح حتى الآن عن الدوافع المؤكدة للجريمة، ولم تصدر النيابة الألمانية لائحة اتهام بعد، وسط استمرار تحليل الأدلة واستجواب الجيران.
وفي موقف سريع، أعلنت القنصلية الجزائرية في ألمانيا أنها ستتكفل بنقل جثمان رحمة إلى الجزائر على نفقتها الخاصة، بعد أن كانت الجالية قد بدأت بجمع التبرعات لتغطية التكلفة، موضحة أن نقل الجثمان تم بعد إتمام الإجراءات القانونية والتشريحية.
بعد قتلها.. من هي رحمة عياض؟
ولدت في مدينة وهران سنة 1999، وكانت قد انتقلت إلى ألمانيا قبل عامين للدراسة والعمل كممرضة، وصفها زملاؤها بأنها فتاة هادئة، ملتزمة، ومتفانية في عملها، وعُرفت في محيطها بطيبة القلب والتدين، كانت تسكن بمفردها في شقة صغيرة بحي أرنوم، وتطمح إلى تأسيس حياة مهنية مستقرة في ألمانيا.
