فقد ذراعه لمساعدة أسرته.. مأساة مروان تفتح ملف عمالة الصغار بالأقصر في المهن الخطرة
فقد الطالب مروان خالد، ابن قرية العديسات قبلي بمركز الطود في محافظة الأقصر ذراعه اليمنى، خلال عمله في أحد مصانع الجبس بالسويس، عقب انتهاء العام الدراسي، حيث قرر أن يعمل ويساعد والده على تحمل أعباء الحياة.
مروان فقد ذراعه داخل مصنع جبس خلال عمله لدعم أسرته
وقع الحادث بينما كان الشاب – الذي لم يبلغ عامه الثامن عشر – يشغل إحدى الآلات الثقيلة داخل المصنع، قبل أن تبتلعه أجزاء الماكينة ذراعه في لحظة مأساوية.
مروان: مش عارف أخرج من البيت.. هرجع المدرسة إزاي من غير دراعي؟
وسط صدمة أسرته وأهالي قرية نجع خميس، خرج مروان بجملة اختصرت حجم المأساة قائلا: أنا مش عارف أخرج من البيت.. هرجع إزاي المدرسة من غير ذراعي؟.

كلمات مروان رغم التي امتزجت بالألم، سلطت الضوء على معاناة الشباب الصغير في الصعيد، الذين يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في سن صغيرة، وسط بيئات خطرة وغير مؤمنة.
الأهالي يطالبون بالتعويض والتحقيق مع المصنع المتسبب في الحادث
وتشير أسرة مروان إلى أن المصنع لم يقم بأي إجراء تعويضي حتى الآن، كما أن الفتى لم يكن مؤمنًا عليه، رغم طبيعة العمل الشاقة والخطرة، وهو ما دفع الأهالي للمطالبة بفتح تحقيق فوري في الواقعة، ومحاسبة المسئولين عن غياب معايير السلامة المهنية داخل المصنع.
وطالب الأهالي وزارات التضامن الاجتماعي والصحة والتعليم بالتدخل العاجل لدعم مروان نفسيًا وصحيًا، وتوفير أطراف صناعية مناسبة، وضمان استكماله للتعليم في ظروف إنسانية لائقة.
واقعة مروان ليست مجرد حادثا فرديا، بل ناقوس خطر ينبه إلى تصاعد ظاهرة عمالة الأطفال والمراهقين في بيئات غير آمنة، وغياب الرقابة الجادة على كثير من المصانع والمشروعات العشوائية، خاصة في المناطق الريفية والفقيرة.


