القاهرة تحاول إعادة الروح إلى مفاوضات الدوحة.. هل اقتربت الهدنة في غزة؟
بعد توقف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة لمدة 48 ساعة، تحركت القاهرة سريعًا لإعادة الزخم إلى مسار التهدئة، في خطوة تؤكد استمرار الدور المركزي الذي تلعبه مصر في هذا الملف شديد التعقيد.
القاهرة تحاول إعادة الروح إلى مفاوضات الدوحة.. هل اقتربت الهدنة في غزة؟
وفق مصادر دبلوماسية، أجرى رئيس المخابرات العامة المصرية زيارة عاجلة إلى الدوحة، التقى خلالها رئيس الوزراء القطري، إضافة إلى وفدي حماس وإسرائيل كلٌ على حدة، في محاولة لتجاوز النقاط العالقة التي عطلت المحادثات خلال الأيام الماضية.
رغم شح التصريحات الرسمية، تشير المعطيات إلى أن الجهد المصري حقق تقدمًا محدودًا لكنه مهم في بعض المسائل الفنية المرتبطة بترتيبات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ويبدو أن القاهرة دفعت باتجاه صيغة انتقالية تُرضي الطرفين وتسمح باستئناف المفاوضات الرسمية لاحقًا برعاية قطرية-أمريكية مشتركة.
إذا استمرت القاهرة في هذا النسق التصاعدي من الضغوط والتحفيزات السياسية، فإن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد عودة رسمية للمحادثات غير المباشرة على مستوى الفرق الأمنية، واستئناف المناقشات التقنية حول ترتيبات المرحلة الأولى من الاتفاق الإطاري، وربما إعلان مبادئ مشترك أو تفاهم أولي تمهيدًا لهدنة طويلة الأمد.
ومع بقاء عدة عقد أساسية دون حل مثل طبيعة التهدئة، وعودة النازحين، وضمانات ما بعد الاتفاق، فإن استمرار الانخراط المصري، مدعومًا بثقل قطري وضوء أخضر أمريكي، قد يكون السبيل الوحيد المتاح حاليًا لتفادي انهيار شامل للمفاوضات.
التحرك المصري الأخير لا يُعيد فقط المفاوضات إلى مسارها، بل يعكس أيضًا إدراك القاهرة بأن الفراغ في الوساطة لا يخدم أحدًا، وأن دورها يبقى ضامنًا لتوازن دقيق بين أطراف متنافرة، وسط حرب معقّدة ذات تداعيات إقليمية متشعبة.


