حظر التجوال وتدخل إسرائيلي للدروز في مواجهة الشرع.. السويداء قنبلة في خاصرة سوريا | ماذا يحدث؟
يتجه التصعيد في السويداء جنوب سوريا إلى توترات عسكرية وطائفية مستعرة بين البدو والدروز والجيش السوري وسط تدخلات خارجية من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، بعد بيانات تشير إلى تهديدات وتضارب من قِبل الرئاسة الروحية للموحدين الدروز والقوات الحكومية.
وأسفرت المواجهات الدامية منذ مساء الأحد عن مقتل أكثر من 90 شخصا من بينهم نحو 18 شخصا من عناصر الجيش السوري، فيما تم الإعلان عن أسر عدد من قوات الجيش السوري من قِبل مجموعات تتبع طائفة الدروز، وتدخلات عسكرية من قبل الاحتلال الإسرائيلي لدعم طائفة الدروز في السويداء.
فخلال الساعات الماضية رحبت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز في السويداء، ممثلة في الشيخ حكمت الهجري، بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع، لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية، وتأمين محافظة السويداء، داعيًا جميع الفصائل المسلحة في محافظة السويداء، للتعاون مع قوات وزارة الداخلية وعدم مقاومة دخولها، وتسليم سلاحها لوزارة الداخلية، وذلك حرصًا على حقن الدماء، واستعادة الأمن والاستقرار في المحافظة، وفتح حوار مع الحكومة السورية لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات بمختلف المجالات.
الحكومة السورية تهدد الدروز
وهو ما قوبل بترحيب من قبل الحكومة السورية ممثلة في وزارة الداخلية عن ترحيبها بما جاء من قبل زعيم الطائفة الدرزية في السويداء، داعيًا سائر المرجعيات الدينية والفعاليات الاجتماعية إلى اتخاذ موقف وطني موحد، يدعم إجراءات وزارة الداخلية في بسط سلطة الدولة وتحقيق الأمن في عموم المحافظة.
كما أعلن فرض حظر تجوال في شوارع المدينة اعتبارًا من الساعة الـ 8 صباحًا وحتى إشعار آخر، محملًا المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة المسؤولية الوطنية والإنسانية، ودعاهم إلى التعاون الكامل لتأمين مركز المدينة وضمان استقرار كامل المحافظة.
إلا أنه بعد ساعات معدودة من إعلان دعمه للحكومة السورية، خرج زعيم الطائفة الدرزية معلنًا تراجعه عن الدعوة لإلقاء السلاح أمام الحكومة السورية في دمشق، معللا ذلك بأنه تعرض لضغوط من دمشق ودول خارجية لم يسمها لإصدار بيان التأييد، وأنه رغم قبولهم بذلك، فإن القوات السورية لم تلتزم بالاتفاق وواصلت القصف العشوائي للمدنيين، زاعمًا أن الطائفة الدرزية تتعرض للإبادة في سوريا مطالبًا بتدخلات خارجية لحمايته، وذلك في بيان ثانٍ له.
حرب الطوائف في السويداء
وتزامنًا مع استعار المواجهات في السويداء، دخلت إسرائيل مجددًا على خط المواجهات بين الطوائف في جنوب سوريا، بدعوى عدم السماح بوجود تهديدات بالقرب منها وتوفير الحماية للدروز، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الضربات التي نفذها الجيش في جنوب سوريا أمس، تحذير واضح للنظام السوري لعدم استهداف الدروز، وذلك في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي X.
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال: إن الدبابات التي تم استهدافها في جنوب سوريا تم رصدها وهي تتحرك باتجاه مدينة السويداء، وإن الهجوم تم تنفيذه لعرقلة وصول الدبابات إلى تلك المنطقة.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان له أن وجود هذه الدبابات في جنوب سوريا يمكن أن يشكل تهديدًا لإسرائيل، مضيفًا لن يسمح الجيش الإسرائيلي بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا وسيعمل على منعه»، وفقًا لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.
وسيطرت القوات الحكومية السورية معززة بدبابات وآليات ومئات المقاتلين، على قرية المزرعة الواقعة عند مشارف السويداء، في ضوء المعارك المتواصلة في المنطقة منذ الأحد بين مسلحين من الدروز وعشائر من البدو، وأسفرت عن مقتل العشرات.
وبدأت الاشتباكات على خلفية حادثة سلب وقعت مؤخرًا على طريق دمشق - السويداء طالت أحد المواطنين العاملين في القطاع التجاري وما أعقبها من ردود فعل متوترة تمثلت بوقوع عمليات خطف متبادلة، تسارعت إلى نشوب مواجهات مسلحة بين عناصر الطرفين، وصولًا إلى تحولها لاشتباكات عنيفة في حي المقوس شرقي السويداء الذي تقطنه عائلات بدوية، بعد هجوم نفّذه مسلحون دروز لتحرير نحو 10 أشخاص احتجزهم عناصر من البدو، ردًّا على احتجاز مسلحين دروز لأشخاص من البدو، حسب وسائل إعلام سورية.



