مبطلات الوضوء للنساء.. نواقض مُتفق عليها وأخرى مُختلف فيها
لا تختلف مبطلات الوضوء للنساء، عن مبطلات الوضوء للرجال، فهناك مبطلات أو مفسدات أو نواقض للوضوء لا بد من الانتباه لها حتى لا تفسد الصلاة بوقوعها، والمقصود بالوضوء الطهارة والغُسل بالماء لبعض أعضاء الجسم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يقبَل الله صلاة أحدكم إذا أحدَث حتى يتوضأ"، وفي هذا التقرير نوضح لكم مبطلات الوضوء للنساء محصورة في ثمانية أمور بالاستقراء، بعضها متفق عليه وبعضها مختلف فيه.
مبطلات الوضوء للنساء
تتعدد مبطلات الوضوء للنساء ونوضحها لبيان أهمية الوضوء في صحة الصلاة، فإذا ما صح الوضوء صحت الصلاة، ومن فضائل الوضوء المذكورة وفقا لجمهور أهل العلم، إنه سببا لحب الله تعالى، وسببا لدخول الجنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما مِن مسلمٍ يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبلٌ عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة"، وتندرج مبطلات الوضوء للنساء المتفق عليها بإجماع العلماء في:

الخارج من السبيلين
والمقصود بالسبيلين القبل والدبر، وكل ما يخرج منهما أو من إحداهما يفسد الوضوء لقوله تعالى: "أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ" {النساء:43}، ولقوله صلى الله عليه وسلم: فلا ينصرف؛ حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا، وما يخرج من السبيلين وينقض الوضوء، البول، الغائط، المذي، المني سواء بشهوة أو بدون، كما قد يخرج من السبيلين على غير العادة بعض الحصى، أو الدم، أو القيح، وهو مفسد للوضوء عند الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد، والترمذي من أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فليتوضأ".
زوال العقل
ومن مبطلات الوضوء للنساء أيضا بإجماع العلماء، زوال العقل بجنون أو إغماء، أو نوم، لقوله صلى الله عليه وسلم "العين وكاء السه، فمن نام، فليتوضأ،" ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا، من جالس أو قائم، فلا ينقض حينئذ لقول أنس: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون، ولا يتوضؤون، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا، ينتظرون الصلاة.
مبطلات الوضوء للنساء المختلف فيها
وأما مبطلات الوضوء للنساء المختلف فيها تتمثل في:
- مس الفرج أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: من مس فرجه، فليتوضأ.
- لمس الرجل لبشرة المرأة، أو لمسها لبشرته بشهوة، لقوله تعالى: "أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ" {النساء:43}.
- أكل لحم الإبل، لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ».
- غسل الميت، لأن ابن عمر، وابن عباس، كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: أقل ما فيه الوضوء.
- الردة عن الإسلام، لقوله تعالى: "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" {الزمر:65}.

هل الشهوة تبطل الوضوء عند النساء
وتتساءل العديد من النساء، هل الشهوة تبطل الوضوء، ووفقا لجمهور اهل العلم، فإن الخارج بشهوة قد يكون مني أو مذي، ولكل واحد منهما خصائصه، وقد ذكر النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم، خصائص مني المرأة بقوله: "وَأَمَّا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ: فَهُوَ أَصْفَرُ رَقِيقٌ وَقَدْ يَبْيَضُّ لِفَضْلِ قُوَّتِهَا، وَلَهُ خَاصِّيَّتَانِ يُعْرَفُ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا: إِحْدَاهُمَا أَنَّ رَائِحَتَهُ كَرَائِحَةِ مَنِيِّ الرَّجُلِ، وَالثَّانِيَةُ التَّلَذُّذُ بِخُرُوجِهِ وَفُتُورُ شَهْوَتِهَا عَقِبَ خُرُوجِهِ"
وأما خصائص المذي، فقد ذكرها النووي أيضا في المجموع بقوله: "وَأَمَّا الْمَذْيُ: فَهُوَ مَاءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لَزِجٌ يَخْرُجَ عِنْدَ شَهْوَةٍ لَا بِشَهْوَةٍ وَلَا دَفْقٍ وَلَا يَعْقُبُهُ فُتُورٌ وَرُبَّمَا لَا يَحُسُّ بِخُرُوجِهِ، وَيَشْتَرِك الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ فِيهِ، قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ: وَإِذَا هَاجَتْ الْمَرْأَةُ خَرَجَ مِنْهَا الْمَذْيُ، قَالَ وَهُوَ أُغْلَبُ فِيهِنَّ مِنْهُ فِي الرِّجَالِ".
وبناء على ذلك، فإذا كان الخارج مني، فالواجب هو الغسل متى خرج، فقد جاء في الحديث الشريف: "الماء من الماء"، وأما إذا كان الخارج مذي، فالواجب هو الوضوء فقط، بعد تطهير المخرج وغسل ما أصاب البدن والثياب.


