تسريبات ترامب تعقد الأزمة الأوكرانية.. وخبراء روس: تصريحاته متناقضة ومسرحية
تدخل الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة شديدة التعقيد، مع تحولات غير مسبوقة تعزز من احتمالات التصعيد وتعرقل فرص التوصل إلى تسوية تفاوضية، فبينما تتمسك موسكو بشروطها لإنهاء النزاع عبر الحوار، تصعّد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون خطواتهم العدائية ضد روسيا، سواء عبر توسيع دائرة العقوبات أو من خلال دعم كييف بالأسلحة المتطورة، بما في ذلك أنظمة قادرة على استهداف العمق الروسي.
وتتفاقم حدة المشهد بعد تقارير كشفت عنها صحيفة فاينانشيال تايمز، تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حث نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تكثيف الضربات داخل الأراضي الروسية واستهداف موسكو وسانت بطرسبورج، في خطوة أثارت جدلا واسعًا حول مدى صحة هذه التسريبات وأبعادها الاستراتيجية.
وفي أول رد رسمي، شكك الكرملين على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف في مصداقية هذه المعلومات، معتبرًا أنها قد تكون ضمن سلسلة من التسريبات المزيفة التي غالبًا ما تصدر عن وسائل إعلام فقدت مصداقيتها كانت تعتبرها روسيا سابقًا محترمة للغاية.
وذلك بالتزامن مع لقاء ترامب والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، أمس الاثنين، والذي جرى خلاله الإعلان عن توريد الولايات المتحدة لأسلحة جديدة لأوكرانيا، يتحمل تكلفتها الحلفاء الأوروبيون وكييف وليس الولايات المتحدة، بجانب التهديد بفرض رسوم جمركية تصل لـ 100% على روسيا في حال لم يتم التوصل لاتفاق.
عمار قناة: لا يمكن التعويل على تصريحات ترامب المتناقضة
وقال الدكتور عمار قناة أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول الروسية، إن توريد السلاح لأوكرانيا لم يتوقف من قبل الولايات المتحدة ومن المنظومة الأوروبية، وهناك جملة من التناقدات، فقبل أسبوع تقريبا قيل أن الولايات المتحدة لا تريد تزويد كييف بالسلاح، وهذا إن دل على شيء يدل على حالة الإرباك داخل المنظومة الأمريكية نفسها، وبالنظر إلى توريد السلاح لأوكرانيا من الصواريخ والطائرات نرى أنه لم يحدث أي فارق في المسار العسكري، لذلك تعتبر هذه مناورات سياسية من ترامب وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية للمنظومة الغربية بشأن الأزمة الأوكرانية وفي التعامل مع روسيا.
وأردف قناة في تصريحات لـ القاهرة 24: اليوم هناك مسارين، المسار العسكري وهو فرضته روسيا على أوكرانيا، بينما المسار السياسي متعسر، وسنرى تصعيدات سياسية جديدة، فليس أمام المنظومة الأوربية أي خيارات أخرى سوى التصعيد السياسي والعسكري، والأزمة تتعقد من جديد، والمسار التفاوضي بدأ مجددا تحت رعاية أمريكية في إسطنبول، لكن كييف ذهبت للمفاوضات بناء على الضغط الأمريكي، واليوم مع الإسناد الأوروبي السياسي والعسكري والمعنوي نرى الموقف الأوكراني متعنتا، وبالنسبة لموسكو الطاولة مفتوحة للحوار السياسي وفقا لحقوقها وشروطها التي لن تتنازل عنها.
وحول تسريب تصريحات ترامب بشأن تشجيع أوكرانيا لقصف موسكو، قال قناة: أعتقد أن هذه المسألة من الممكن أن تشكل خطورة على المنظومة الدولية بالكامل، ولا يمكن الاستهانة بها، وإذا صحت هذه المعلومات يمكن أن تكون بداية لعمليات جديدة، لكن نحن الآن فقط ضمن مفهوم التصريحات الإعلامية لا أكثر ولا أقل، ولا يمكن التعويل على تصريحات الرئيس ترامب لأنه في اليوم الواحد يمكن أن يغير هذه التصريحات، فهو في حالة تناقضية أصبحت سمة من سمات السياسية الخارجية الأمريكية.
مورتازين: هناك المستويان في أقوال ترامب وهما المسرحي والسياسي
قال الباحث السياسي الروسي أندريه مورتازين، إن الحرب تتجه نحو التصعيد، فترامب هو ليس رجل الأعمال فقط، فإنما رجل الاستعراض (showman wonderful) الممتاز وأقوى بكثير من الممثل الكوميدي زيلينسكي، وهناك المستويان في أقوال ترامب وهما المسرحي والسياسي.
وأضاف مورتازين في تصريحات لـ القاهرة 24: على المستوى المسرحي ترامب يصدر إنذارا لبوتين ووعد بفرض العقوبات الجديدة على روسيا بطريقة فرض العقوبات الاقتصادية الثنائية على شركاء روسيا وهما طبعا الصين والهند بمقدار 100% في حالة عدم الوصول إلى الاتفاق حول أوكرانيا، ولا أظن أنه سيستطيع أن ينفذ هذا التهديد لأن الصين والهند كلاهما تعتمدان على النفط الروسي، أما الولايات المتحدة فهي لن تعيش بدون البضائع من الصين والهند، أما المستوى السياسي والاقتصادي في نفس الوقت، فأن دونالد ترامب أجبر الشركاء من حلف الناتو أن تواصل تزويد أوكرانيا بالسلاح الأمريكي وأن تشتري السلاح الجديد من أمريكا من أجل أوكرانيا.
وأردف: روسيا طبعا وبلا شك سوف تواصل العملية العسكرية الخاصة من أجل تنفيذ الأهداف السياسية، ولن تعطي المهلة العسكرية والسياسية والاقتصادية لنظام زيلينسكي وهذا ما تطلبه الدول الغربية، ووهناك خياران وهما مواصلة الحرب واستنزاف قدرات الغرب، وتدمير النظام في كييف كاملا وهروب زيلينسكي إلى الغرب أو التنازل لبوتين وإجبار زيلينسكي أن يقبل شروط بوتين.


