السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

قطة برونزية تجلس في وقار.. تمثال مصري نادر في متحف فيينا

التمثال الأثري
أخبار
التمثال الأثري
الأربعاء 16/يوليو/2025 - 08:25 ص

يعرض متحف تاريخ الفن في العاصمة النمساوية فيينا، واحدة من أجمل القطع الفنية المصرية التي تعود إلى العصور المتأخرة، وهي تمثال صغير لقطة برونزية، جالسة في وضع هادئ لكن مهيب، تمثل تجليًا واضحًا لتقديس المصريين القدماء للحيوانات، وخاصة القطط، خلال فترة الأسرة السادسة والعشرين.

ويعتبر هذا التمثال البرونزي، ذو العيون المطعّمة بدقة والملامح المرسومة بعناية، يحمل بين طياته حكاية حضارية وروحانية عن علاقة المصري القديم بالحيوان، وتحديدًا القطة التي اعتبرها رمزًا مقدسًا للإلهة "باستت"، إلهة الحماية والخصوبة والبيت.

تحفة من البرونز والكريستال
تحفة من البرونز والكريستال

تحفة من البرونز والكريستال

التمثال المُسجل تحت الرقم 699 في أرشيف المتحف، يبلغ ارتفاعه 13.1 سنتيمترًا فقط، لكنه مشغول بتقنية عالية من البرونز المجوف، ومطعّم بعناصر من الكوارتز والكريستال الصخري لإبراز تفاصيل العينين، ما يضفي عليه لمسة حياة ونظرة حادة تتسم بالذكاء والغموض، وفي لمسة فنية معتادة في تماثيل القطط المصرية، ينحني الذيل بانسيابية حول الساق اليمنى نحو المقدمة، بينما تظهر نقوش دقيقة تحاكي نقشة الفراء عبر خطوط محفورة بعناية على الجسم.

رموز مقدسة محفورة على الجسد

من أبرز تفاصيل التمثال، وجود "الأجيس"، وهو زخرف مقدس يُمثل الصدرية التي ترتديها الإلهة باستت، منقوشًا على صدر القطة. ويُعد هذا العنصر رمزًا مباشرًا لقدسية الحيوان وتبجيله كجسد حاوي للروح الإلهية.

ولم يغب عن الفنان المصري القديم حسّه المرح، فقد أضاف على رأس القطة جعرانًا صغيرًا، يُعتقد أنه يحاكي البقعة الداكنة الطبيعية بين أذني القطط، في ترجمة مرحة ودقيقة في الوقت نفسه للطبيعة.

عبادة القطط في مصر القديمة

شهدت الفترة المتأخرة من التاريخ المصري، خاصة خلال الأسرة السادسة والعشرين (حوالي 664–525 ق.م)، ازدهارًا غير مسبوق في عبادة الحيوانات، وعلى رأسها القطط، حيث اعتُبرت تجسيدًا أرضيًا للإلهة "باستت"، فتمت مئات الآلاف من تحنيط القطط ودفنها في مقابر جماعية، في طقوس دينية مهيبة تعكس عمق المعتقدات الروحية.

وكانت تماثيل القطط البرونزية مثل هذه التمثال تُستخدم كهدايا نذرية تُقدَّم للآلهة، وتُوضع في المعابد والمقابر، ما يفسّر الانتشار الكبير لها في المتاحف العالمية اليوم.

تابع مواقعنا