الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

بعد فيلمه الأخير.. هل يحتاج تامر حسني إلى «ريستارت»؟

الثلاثاء 15/يوليو/2025 - 03:40 م

يناقش العمل فكرة استحواذ السوشيال ميديا على عقول الناس واهتماماتهم بل واستعبد عقولهم خاصة إن كان الواحد منهم داخل هذه المنظومة بأن يكون مؤثرا «بلوجر - إنفلونسر»، في تلك اللحظة يصبح في الظاهر إنسانا وفي الباطن مسخا، لأنه يعزز النزعة الاستهلاكية ويوجهها لدى الجمهور، ذلك الجمهور الذي أصبح عاشقا للفضائح وتتبع عورات الناس.. حول هذه الفكرة العميقة يدور فيلم ريستارت غير العميق بطولة تامر حسني وهنا الزاهد.

خلال هذه الأيام تراجع فيلم ريستارت، في قائمة المشاهدات، بعد أن تصدرها لعدة أسابيع، والحقيقة أن تامر حسني يعد صاحب حضور طاغٍ وكاريزما تميز بها منذ بداياته، سواء بصفته مغنيا أو ممثلا، إذ يمتلك سمتين لازماه طوال مشوره الفني، فكاهته البسيطة ووسامته التي يوظفها دائما في المشاهد الرومانسية، لكن حينما يبالغ تامر حسني في الكوميديا كما في فيلم عمر وسلمى الجزء الثالث رغم نجاحه على حد رائي؛ أحس أنها كوميديا مصطنعة ومفتعلة، هذا لا ينقص من تاريخ تامر حسني، لكن كان الأولى التعلم من الأخطاء وليس تكررها وبشكل يعيب صاحبها أكثر.

هذا ما فعله تامر حسني في فيلمه الأخير ريستارت، حيث اعتمد اعتمادًا كليًا على كونه تامر حسني نجم الجيل صاحب الشعبية الكبيرة، والمشوار الفني الذي يمتد لأكثر من عشرين عاما، ولم يعر العمل أي اهتمام فالعمل يحتوي على كثير من المشاهد التي لا توصف إلا بالابتذال، وتشاركه في هذا هنا الزاهد، إذ لعبت شخصية فتاة تسكن أحد الأحياء الشعبية بطريقة لا توصف إلا بالـ «الأوفر» فهي لا تجيد الضحك أو البكاء، وقسمات وجهها مثل دمية باربي التي لا يُتاح لها إلا غلق عينيها أو فتحهما فقط لا غير.

أما عصام السقا ومحمد ثروت وباسم سمرة، فقد أدوا شخصياتهم دون أي معاناة وأداؤهم مقبول لحد كبير، فـ محمد ثروت -الذي أحبه كثيرا- هو محمد ثروت في جميع الأفلام بأدق تفاصيله، تضحك بمجرد حديثه كأنه أصبح متلازمة للضحك، وربما وجوده دعم العمل قليلا، لكن هذا أيضا لا يشفع للفيلم، لأن وجوده أيضا كان عبثيا وكأن صُناع العمل أضافوا به عدة مشاهد لا أكثر، والأمر ينطبق أيضا على عصام السقا وباسم سمرة.

وأتوقف قليلا عند باسم سمرة، الذي يبرع في لعب دور الرجل صاحب النفوذ زير النساء، الشرير الذي تحبه وتشعر من ناحيته بشيء من التعاطف، إضافة إلى حسه الكوميدي الذي يستطيع أن يوصله لك حتى وإن كان المشهد الذي يؤديه تراجيديًا، وقد برع في لعب الشخصية التي تحمل اسم الجوكر صاحب أكبر الشركات المتخصصة في مجال السوشيال ميديا، لكن هذا أيضا لا يغير من ضعف العمل وعبثية مشاهده.

وما يدفعني للتساؤل دائما، ما جدوى وجود الممثلة الشابة توانا الجوهري ابنة الفنانة رانيا منصور، فوجودها ليس حتى ثانويا أو ضيفة شرف، كان يمكن الإتيان بـ دوبليرة أو ممثلة كبيرة في العمر قليلا لتلعب دور سكرتيرة باسم سمرة، فحجة وجودها حسب أحداث العمل، أنها ذكية جدا، وهذا أيضا من المشاهد غير المنطقية التي صادفتني، وعندما تريد أن ترحل تستأذن والدتها رانيا منصور من باسم سمرة في أن تترك العمل بمنتهى البساطة وهي كاتمة أسراره؟!

رغم أن الشخصيات لعبت دورها جنبا لجنب مع تامر حسني، وحصلت كل واحدة منها على نصيبها من بطولة العمل، فإن العمل لم يحقق المرجو منه، ولم يُظهر تامر حسني الذي عرفناه في نور عيني وعمر وسلمى وسيد العاطفي مع القديرة عبلة كامل، ومسلسله الشهير آدم وغيرها من الأعمال التي أدهش بها تامر حسني  المشاهد على مدار عقدين من الزمن، لكن لم يوفق في عمله الأخير، واعتمد على شهرته وتاريخه، واللذان لن يبقيا للأبد؛ لأن الجمهور هو الذي يمنح الفنان نجوميته وهو الذي يسلبها أيضا، فهل يحتاج تامر حسني إلى «ريستارت» أم لا؟

تابع مواقعنا