من الشباشب إلى العكازات.. سرقة المساجد احتياج مادي أم مرض نفسي وتهاون بالدين؟
في واقعة غريبة أثارت الرأي العام، أقدم لص عديم الإنسانية على سرقة المسنين في أحد المساجد بمحافظة أسيوط، ومما زاد الواقعة غرابة أنه لم يسرق أحذية أو متعلقات ثمينة كالأموال أو الهواتف، بل تخصص في سرقة العُصيّ "العكازات"؛ مما تسبب في غضب متابعي السوشيال ميديا، نظرا لضعف أجساد الضحايا وقلة حيلتهم.
لص يسرق عكازات كبار السن من المساجد.. والداخلية تلقي القبض عليه
وكعادتها في متابعة ورصد القضايا التي تهم الرأي العام، أعلنت وزارة الداخلية القبض على المتهم، ونشرت صورة له وأمامه المسروقات، التي تبين أنها عُصيّ يعتمد عليها كبار السن في الصعيد ليس للاتكاء عليها فقط ومساعدتهم في المشي، وإنما تعبر أيضا عن عادات وتقاليد في الصعيد، باعتبار العصا أو "العكاز" جزءًا أصيلًا من التراث الموروث عن الآباء، وبعد القبض على المتهم الذي تبين أنه له سجل إجرامي، بدأ الجميع يتساءل عن الأسباب التي تدفع الإنسان حتى لو كان لصًا إلى سرقة من هذا النوع.

فرويز: سارق العكازات بأسيوط شخصية سيكوباتية تجاوزت كل حدود الإنسانية
وفي ذلك الصدد، تواصل القاهرة 24 مع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، والذي قدم تحليلا لشخصية هذا اللص الذي لم يراعِ حالة الضحايا وتجاوز كل حدود الإنسانية، قائلا: "يمكن توصيف هذا اللص بأنه سيكوباتي.. أي شخصية فيها سلبية ولا مبالاة وعدم اهتمام بنتيجة تصرفاته.. وليس لديه أي نوع من المشاعر أو الأحاسيس الإنسانية".
وأضاف: "اللص لم يهتم بأن هذا العكاز يستخدمه معاق أو عجوز.. فهو شخص يرفع شعار نفسي ثم نفسي.. ومثل هذه الشخصيات تمثل إيذاء للغير".
وتابع: "حتى لو هو محتاج مفيش مبرر لهذا النوع من السرقة.. فالشخص المحتاج نجده يطعم القطط والحيوانات في الشارع لإحساسه بهم.. أما هذه الشخصية فليس لديها أي مشاعر إنسانية تجاه ضحاياه".
إمام مسجد الظاهر بيبرس: حرامي العكازات استغل ضعف الضحايا وكبر سنهم
من جانبه، علق الدكتور هشام الكامل، إمام مسجد الظاهر بيبرس على تلك الواقعة، قائلا: "من يقدم على سرقة من هذا النوع فهو يعرف مكانا يبيعها فيه.. مثل حرامي الكتب أو حرامي حنفيات المياه من المساجد.. قد تكون الحنفية لا تتعدى قيمتها 25 جنيها، لكنه يجمع عددا كبيرا من الحنفيات أو الأغراض المسروقة واعتاد على هذه السرقات".
هشام الكامل: اللصوص يتجرؤون ويسرقون المصاحف من المساجد.. والأفضل تسليمهم للشرطة
وأضاف إمام مسجد الظاهر بيبرس في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: "هناك أيضا من يسرق المصاحف والمجلدات الثمينة من المساجد ويبيعها.. ومثل هذه الشخصيات موجودة وتعرف كيف تبيع هذه الأشياء بأغلى ثمن".

وتابع: "غالبا ما يغلب الناس العاطفة على العقل في التعامل مع اللصوص.. ممكن يضربوه لكن في النهاية بيصعب عليهم ومحدش بيرضى يسلمه للشرطة إلا لو موظف أو عامل سُرقت عهدته".
وبخصوص واقعة سرقة العكازات أوضح الدكتور هشام الكامل: "هذا اللص وجد في هذا النوع من السرقة سهولة وفي نفس الوقت مكسبا.. لأن محدش من كبار السن هيجري وراه أو يحاول يمسكه".
إمام مسجد الظاهر بيبرس: الله لا يفضح عبده من أول مرة.. وكثرة التهاون مع اللصوص تزيدهم جرأة على السرقة
وتابع: "الأفضل في التعامل مع السرقات بالمساجد أن يتم تسليم اللص إلى المسجد لأنه اعتاد على هذه السرقة.. والله لا يفضح عبده من أول مرة.. أما كثرة التهاون والتسامح مع هؤلاء اللصوص تزيدهم جرأة وتعودا على الحرام".


