السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

كيدهن عظيم

الأربعاء 16/يوليو/2025 - 02:59 م

مخلوق غريب أنتِ أيتها المرأة تتمتعين بالنسيان ونكران الجميل وبكم لا بأس به من المبررات المخزونة في ذاكرتكِ كنتِ قد خزنتيها ليوم ما في خيالكِ لا يعلمه سوى الله، قال سبحانه وتعالى: «إن كيدهنّ عظيم» بسورة يوسف، ومعناها أن مكر النساء وحيلهن في التخلص من المواقف الصعبة أو في تحقيق أهدافهن قد يكون قويًا ومؤثرًا، وقد يخلو من الرحمة، هذا هو الحال مع بعضهن دعوني أقول بعضهن.

الأقوى فيكِ أنكِ من تحملتِ حمل تسعة أشهر ويكفي أنكِ تحملتي وبقوة وصلابة لحظة الولادة المؤلمة للغاية، ويكفي أنكِ الشخص الوحيد الذي راعى الأطفال منذ فترة الرضاعة وسهر الليالي وعذاب مراعاتهم خلال المرض وتغيير الحفاضات إلخ… فلا  تدَّعي الضعف.

أنتِ العقل المدير ووزير مالية بيت الأسرة، وأنتِ السلطة والإدارة فحتى الزوج صاحب رأس المال لا يجرؤ على تخطي أوامركِ سواء في اختيار لون حائط أو سيارة أو وجبة دليفري أو مصيف إلخ… فلا تدَّعي الضعف.

عزيزتي المرأة تعلمين أنني أقول الحق -ولا شيء غير الحق- وتعلمين أنكِ أقوى من الرجل بكثير وقدراتكِ على التحمل تفوق قدراته بمراحل، ومع ذلك تريدين دائمًا وأبدًا أن تثبتي العكس!! ترتدين دومًا رداء المغلوب على أمره، وتظهرين في صورة المخدوعة المظلومة الضائع حقها، وتدعمكِ في ذلك دموع متوفرة بكثرة -اللهم لا حسد- وبعض الإغماءات والانهيارات المبالغ فيها وتربحين التعاطف في الجولات كافة، ولا تكتفي بالمكسب بل تبدأي وببراعة في جولات أخرى من الكيد والتلقيح، وتعتبرين ذلك حقا مكتسبا ومبررا لسنوات ضعف ووهن وظلم وعذاب على حد وصفكِ وتبريركِ!!

 ألا تذكرين يا سيدتي حسنة واحدة تردعكِ عن تلك القسوة ؟ ألا يوجد ذكرى طيبة بينكِ وبين مَن ترينه اليوم عدوًا؟ ألا يشفع له حمايتكِ ورعايتكِ لسنوات؟ أليس هذا العدو شريككِ في أطفالكِ؟ ألم يخسر هذا الرجل من حوله حين كنتِ تشعرين بالضيق؟

أسئلة عديدة تجول في خاطري علَّني أجد لكِ مبررًا ولقسوتكِ، أخطأ أو لم يخطئ؟ هذا ليس بموضوعنا وإنما الطلاق الذي وقع -والذي حلله رب العالمين- يكفي لامرأة لا تريد زوجها أو زوج لا يريد زوجته، ولكن انتقام بعضكن ما بعد الطلاق لم يحلله المولى ولن يحترمه العامة ولن تغفره الأيام.

أنا هنا أتحدث عن تلك المرأة التي تحرم أبًا من رؤية أطفاله وأتحدث عن تلك المرأة التي تحيك المكائد لطليقها من أجل إيداعه في السجن بتهمة التبديد أو عدم دفع النفقة، أو تلك المرأة التي تنشر الغسيل المتسخ على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تلك المرأة التي تتعمد كيد الطليق بملابس ساخنة وخروجات ليلية من باب أنها أصبحت حرة غير مبالية بمشاعره وهيئته.

المعروف يا عزيزتي في الزواج مساوٍ للمعروف عند الطلاق مهما كانت أسبابه، فلا داعٍ أبدًا للكيد ولا داعٍ أبدًا لإثارة الحروب.

وأخيرًا وحتى أكون منصفًا: يا معشر الرجال لقد أوصانا النبي الكريم بحُسن معاملة الزوجة وعدم خيانتها أو الإساءة إليها حتى وإن أساءت هي؛ فكُن رجلًا ولا تنجرف خلف الإساءات.

تابع مواقعنا