الدولار يتراجع بعد نفي ترامب تقارير إقالة باول.. وتكاليف الرسوم الجمركية تثير قلق التضخم
شهدت الأسواق المالية تقلبات أمس الأربعاء، حيث تراجع الدولار في البداية قبل أن يستعيد بعضًا من قوته، وذلك بعد أن نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقارير إخبارية أفادت باعتزامه إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول وفق رويترز.
شائعات الإقالة وتأثيرها على الدولار
وكانت وكالة بلومبرج ذكرت في وقت سابق أن ترامب من المرجح أن يُقيل باول قريبًا، كما أفاد مصدر بأن ترامب منفتح على هذه الفكرة واستطلع آراء بعض المشرعين الجمهوريين، الذين أبدوا ردود فعل إيجابية. إلا أن ترامب وصف هذه التقارير بأنها "غير صحيحة".
وقال الرئيس الأمريكي: "أنا لا أستبعد أي شيء، لكنني أعتقد أن ذلك مستبعد للغاية إلا إذا اضطر إلى المغادرة بسبب الاحتيال"، في إشارة إلى انتقادات وجهها البيت الأبيض ومشرعون جمهوريون لتجاوز التكاليف في تجديد المقر التاريخي لمجلس الاحتياطي الاتحادي في واشنطن بـ 2.5 مليار دولار.
وتُشير التوقعات إلى أن إقالة باول قبل انتهاء ولايته في مايو، في حال تنفيذها، ستؤثر سلبًا على الدولار، إذ ستقوض مصداقية النظام المالي الأمريكي والدولار كعملة ملاذ آمن. وفي هذا الصدد، علّق خوان بيريز، المدير الأول للتداول في شركة مونيكس يو إس إيه: "ما يمكن أن يُضعف قيمة الدولار، وما يمكن أن يدمر الثقة في الدولار تمامًا هو مهاجمة استقلالية وسلطة الاحتياطي الاتحادي بأي شكل من الأشكال".
وقد انتقد ترامب باول على مدار أشهر لإحجامه عن خفض أسعار الفائدة، التي يرى أنها يجب أن تكون عند واحد %أو أقل.
أداء العملات والتضخم
انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات (بما في ذلك الين واليورو)، بنسبة 0.25 %خلال اليوم عند 98.34. في المقابل، ارتفع اليورو 0.3 %إلى 1.1633 دولار، وتراجعت العملة الأمريكية مقابل الين 0.7 %إلى 147.82، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.24 %إلى 1.3411 دولار.
وحذر فرانشيسكو بيسولي، استراتيجي العملات الأجنبية في آي.إن.جي بلندن، من أنه إذا أقال ترامب باول، فمن المحتمل أن تشهد الأسواق رد فعل سلبي أكبر على الدولار.
استقرار أسعار المنتجين وارتفاع أسعار المستهلكين
في سياق منفصل، ظلت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة دون تغيير على غير المتوقع في يونيو، حيث حدَّ ضعف قطاع الخدمات من تأثير الارتفاع في تكاليف السلع الناتج عن الرسوم الجمركية على الواردات.
ومع ذلك، أظهر بيان أمس الثلاثاء ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في خمسة أشهر في يونيو، وسط ارتفاع تكاليف بعض السلع، مما يشير إلى أن رسوم ترامب بدأت تؤثر على التضخم. وعلق إريك ثيوريت، خبير العملات الأجنبية في سكوشيا بنك بتورونتو، بأن "رد فعل الأمس على بيانات التضخم كان إيجابيًا للغاية بالنسبة للدولار بشكل عام".
يواصل المستثمرون التركيز على قضية الرسوم الجمركية قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس، عندما يواجه عدد من الشركاء التجاريين رسومًا تجارية أعلى.


