الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

حزب العدل.. صعود منظم

الخميس 17/يوليو/2025 - 05:11 م

لا أنسى المرة التي التقيت فيها النائب عبد المنعم إمام داخل مكتبه في مقر حزب العدل، لم يذهب الحديث إلى أدائه في مجلس النواب طوال الفصل التشريعي الماضي، الذي يوازي أداء هيئات برلمانية كاملة داخل المجلس، بل ركّز على مستقبل الحزب وتأهيل كوادره للمرحلة التي تلي الحوار الوطني، وتسبق الاستحقاقات الانتخابية، التي بدأت الآن بانتخابات مجلس الشيوخ، ويبدأ بعدها بأسابيع قليلة الاستعداد لانتخابات مجلس النواب.

تأملت في حديث إمام عن رؤيته لمستقبل الحزب، وكان في داخلي شكوك حول قدرته على إنجاز كل ما طرحه، في ظل مناخ سياسي معقد إلى أبعد الحدود.

لكن مع نهاية الحديث، غادرت مكتبه مقتنعًا تمامًا أن حزب العدل لن يكون قادمًا بقوة فحسب، بل ربما يكون من الأحزاب الخمسة الأولى في صدارة المشهد السياسي في مصر. 

وبعد أسابيع قليلة من جلستنا، وجدت حزب العدل يتحرك خطوة بخطوة، وبدأت كوادره التي تم تأهيلها سياسيًا داخل الحزب – بمستوى جيد – في الظهور، من خلال طرح رؤية تتسم بالتوازن السياسي، وفي الوقت نفسه واضحة الملامح.

بدأ الحزب أيضًا في ضمّ مجموعة من النواب المستقلين داخل مجلس النواب – جميعهم كانوا يوافقون في مواقفهم داخل البرلمان برنامج الحزب السياسي – إلى جانب شخصيات عامة مهمة، منها النائب السابق والاقتصادي محمد فؤاد، كما دشّن الحزب خطة طموحة للانتشار في مختلف محافظات مصر، وأنجز جزءًا كبيرًا منها، وقد تكتمل مع انتخابات مجلس الشيوخ.

إلى جانب مواقف إمام داخل البرلمان، وتحركات الحزب الأخيرة، وما طرحه ممثلوه في جلسات الحوار الوطني من رؤى وأفكار في مختلف القضايا، وعوامل أخرى، دخل الحزب إلى تحالف أحزاب القائمة الوطنية، ونجح في تأمين حصة مناسبة، بحصوله على أربعة مقاعد في انتخابات مجلس الشيوخ، وربما يكون للحزب أيضًا نصيب في قائمة المئة التي يعيّنها رئيس الجمهورية.

وبالمقارنة بما حصلت عليه أحزاب أخرى داخل القائمة، فإن المقاعد الأربعة التي نالها الحزب قد تكون مرضية تمامًا له، وبمناسبة هذه المقاعد، أتذكر من حديثي مع رئيس حزب العدل، قناعته بأن فعالية عضو واحد يمثل الحزب في مجلس من المجالس قد تتجاوز تأثير تمثيله بعدد كبير، إذا كان هذا العضو مؤهلًا سياسيًا ومرتكزًا على رؤية واضحة.

كما جاء حزب العدل في المركز الثالث من حيث عدد المرشحين على المقاعد الفردية في انتخابات مجلس الشيوخ، حيث دفع بـ20 مرشحًا في 12 دائرة انتخابية، وفي المقابل، دفع حزب سياسي يتجاوز عمره المئة عام بأربعة مرشحين فقط!

وقد يفاجئ الحزب الجميع بالحصول على نسبة كبيرة أيضًا في انتخابات مجلس النواب المقبلة، خاصة أنه يمتلك كوادر قادرة على المنافسة بقوة على المقاعد الفردية في محافظات متعددة.

نحن بحاجة إلى قراءة أكثر تعمقًا لحزب خرج من قلب ثورة الـ 25 من يناير، وتكوّن من نخبة من المفكرين والنشطاء السياسيين، ونجح في البقاء، وتجاوز مختلف التعقيدات التي واجهت المشهد السياسي في مصر.

تابع مواقعنا