السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الاتحاد قوة موضوعًا لخطبة الجمعة في المساجد | نص الخطبة

خطبة الجمعة
دين وفتوى
خطبة الجمعة
الجمعة 18/يوليو/2025 - 11:16 ص

حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، بعنوان الاتحاد قوة على أن يكون الوقت المحدد لإلقاء الخطبة هو خمس عشرة دقيقة للخطبة الأولى والثانية معا.

وأوضحت وزارة الأوقاف، نص خطبة الجمعة اليوم للتسهيل على الأئمة والخطباء في تحضيرها، وهو كالآتي:

نص خطبة الجمعة


الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين فأصبحوا بنعمته إخوانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حذر من التفريق والعدوان، ووعد المعتصمين بحبله فضلًا منه ورضوانًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي بنى أمة كانت بالاتحاد خير الأمم بنيانًا، وبالتآخي أصفاها وجدانا، صلى  الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقب الزمان والمكان، أما بعد:

فإن للكون سننا لا تتبدل، وقوانين لا تتغير، ومن أثبت هذه السنن وأوضحها بيانًا، وأصدقها برهانًا، أن الاجتماع قوة والافتراق هوان، وأن الوحدة صرح يعلو به البنيان، والفرقة صدع يوهي الأركان، فما اجتمعت قطرات المطر إلا شكلت سيلًا جارفًا، ولا تلاقت ذرات الرمل إلا وصنعت جبلًا راسخًا، ولا تضامت أيدي المؤمنين إلا بنت مجدًا شامخًا، بل إن الجناب المعظم صلى الله عليه وسلم يرتقي بالصورة إلى مستوى الجسد الواحد الذي ينبض بحياة واحدة، فيقول صلوات ربي وسلامه عليه: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو ‌تداعى ‌له ‌سائر الجسد بالسهر والحمى».

أيها الكرام، أي مشاعر تلك التي تجعل من ألم فرد في أقصى الأرض، حمى وسهرًا لأخيه في أدناها، إنها الأخوة الحقة التي لا تعرف نزاعات عرقية، ولا فروقًا مذهبية، ولا جماعات تكفيرية، ولا قبائل متناحرة، ولا أحقاد متوارثة، ولا أهواء متصارعة، جمعهم تشبيك الأصابع النبوية، واللسان النبوي يسرد هذا المعنى الأدبي الرفيع في صورة حسية بليغة، فيقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا».

أيها النبلاء هل يقوم بنيان على أعمدة متنافرة؟ وهل تصمد جدران من لبنات متباعدة؟ إنما القوة في التماسك، والمتانة في التلاحم، كل فرد في الأمة لبنة، لا غنى عنها، ولا يكتمل الصرح إلا بها، فلم يكن هذا الاتحاد خيارًا يترك، أو فضيلة يستحب فعلها، بل كان أمرًا إلهيًا صارما، وواجبًا شرعيًا لازمًا، وحاديك هذا البيان الإلهي: {وٱعۡتصموا بحبۡل ٱلله جميعٗا ولا تفرقواۚ وٱذۡكروا نعۡمت ٱلله عليۡكمۡ إذۡ كنتمۡ أعۡدآءٗ فألف بيۡن قلوبكمۡ فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا} [آل عمران: ١٠٣]، فهذا هو مناط قوة الأمة، وسر المنعة، فمن كان يتخيل أن تتحول العداوة إلى إخاء، والتناحر إلى تراحم، إن السر في تلك الجملة {فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا}.

أيها الكرام، كونوا جميعًا كما أراد لكم ربكم، بنيانًا مرصوصًا، وجسدًا واحدًا، ليعطف غنيكم على فقيركم، وليرحم قويكم ضعيفكم، وليتجاوز محسنكم عن مسيئكم، فاحذروا من أسباب الفرقة مثل: التعصب للرأي، والانتصار للنفس، واتباع الهوى، والغرق في الجزئيات على حساب الكليات؛ ففي الاتحاد قوة الحياة، وفي التفرق الضعف المميت، فتلامسوا حال مدينة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- الفاضلة كيف كانت مجمع الفرقاء، ومأوى الأحباب، وتذكروا هذا النهي الإلهي {ولا تنٰزعوا فتفۡشلوا وتذۡهب ريحكمۡۖ وٱصۡبروٓاۚ إن ٱلله مع ٱلصٰبرين}، وتأملوا في هذا الربط الدقيق: "تنازعوا"، فتكون النتيجة الحتمية "تفشلوا"، والأدهى من ذلك "وتذهب ريحكم"، تذهب قوتكم وهيبتكم ومنعتكم، فتصبحوا غثاء كغثاء السيل، فهذا هو موطن الداء: الفرقة    

 

 

تابع مواقعنا