اتهامات بالإساءة للصحابة ومخالفة الضوابط الشرعية.. هجوم واسع على حلقة الفتنة الكبرى لمحمد السعدني
أثارت حلقة الفتنة الكبرى، التي قدمها صانع المحتوى محمد السعدني خلال الساعات الماضية، موجة واسعة من الغضب والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها عدد كبير من المستخدمين مسيئة للصحابة رضوان الله عليهم ومخالفة للضوابط الشرعية والأخلاقية في تناول سيرهم.
هجوم على حلقة الفتنة الكبرى لمحمد السعدني
الحلقة، التي امتدت لـ70 دقيقة، تطرقت لفترة حرجة في التاريخ الإسلامي، وهي مرحلة الفتنة الكبرى التي أعقبت مقتل الخليفة عثمان بن عفان، وشهدت صراعات داخلية حادة حول الحكم والسلطة، غير أن المحتوى المقدم وفقًا لما أشار إليه المنتقدون، تضمن اختزالات تاريخية، واستدعاءً لروايات ضعيفة، بجانب غياب ألفاظ التبجيل والترضي المعتادة عند الحديث عن الصحابة.

وتركّزت الانتقادات على ما وصفه البعض بـ محاكمة للصحابة وفق نظرة معاصرة، في محاولة لربط الصراعات السياسية في صدر الإسلام بوقائع حديثة، الأمر الذي رأى فيه كثيرون خلطًا منهجيًا وخروجًا عن الموضوعية.
ورأى عدد من المتابعين، أن الحلقة خلطت بين التناول التحليلي والتأويل المتعمد، واستندت إلى تصوير درامي لبعض الشخصيات، مثل إظهار الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه بصورة الماكر السياسي، في مقابل وصف أبو موسى الأشعري بالسذاجة، في مشهد اعتبره النقاد "مهينًا ومبنيًا على روايات لا ترقى للتوثيق.
تعليقات من مستخدمي مواقع التواصل على الحلقة
تنوعت ردود الأفعال عبر منصات التواصل، إذ كتب أحدهم: لو كنت متخيل إن عدد المشاهدات دليل على نجاح الحلقة، فاعلم أن هذا أقصى ما وصلت إليه من الفهم.

بينما علق آخر: الجهل وعدم المعرفة في الـ pop science جسدته بدقة شديدة يا صديقي.
وأشار أحد المعلقين إلى عبارة السعدني عن حركة خبيثة "قام بها عمرو بن العاص، قائلًا: "كلمة بسيطة لكن تحمل سمًّا في العسل، وما خفي كان أعظم.
فيما نصحه آخر: أن تتعلم أولًا، فربما يأتي عليك يوم تعلم فيه أنك خضت في أعراض من رضي الله عنهم، وتندم أشد الندم.
الرأي المقابل.. تناول تاريخي قابل للاجتهاد
في المقابل، رأى بعض المتابعين أن الجانب التاريخي في الحلقة لم يكن سيئًا من حيث الطرح، لكنه افتقر إلى "المقام اللائق عند الحديث عن الصحابة، الذين يعدّهم المسلمون خير البشر بعد الأنبياء.
وكتب أحدهم: نعم، هم بشر، ولكنهم في مكانة عظيمة لا يجوز الحديث عنهم كمجرد شخصيات تاريخية، بل يجب أن نذكرهم بصفات السيادة والرضا، لأنهم أهل لها.


