الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الشرع وصراع السويداء.. سياسي درزي: الرئيس ينسق مع إسرائيل ولن نتوقف حتى إسقاط عرشه| خاص

السويداء
سياسة
السويداء
السبت 19/يوليو/2025 - 01:13 م

قتل أكثر من 600 شخص وأصيب مئات آخرين في تطور لافت بمسار الأزمة السورية خلال الأيام الماضية، إثر نشوب صراع دامي في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية تفاقم إلى تدخل الجيش السوري والقوات الأمنية التابعة للحكومة السورية الانتقالية، تبعه استهداف إسرائيل لعدد من الأهداف العسكرية والمدنية التابعة لحكومة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، بزعم تأمين أبناء الطائفة الدرزية في سوريا استجابة لنداء من رفقائهم الموجودين في إسرائيل حسبما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما أعاد إلى الأذهان الحديث عن مخططات إسرائيلية تهدف إلى تقسيم سوريا وضم السويداء والجولان إليها، وكذلك توجيه الاتهامات والمزاعم إلى أبناء الطائفة الدرزية بالاستقواء على بلادهم والاستعانة بالاحتلال الإسرائيلي لحمياتهم.

ماذا حدث في السويداء؟

عدنان عزام السياسي الدرزي نائب محافظ السويداء السابق، ورئيس المنظمة العالمية لدعم سيادة الشعوب، فسّر في تصريحات لـ القاهرة 24، ما شهدته محافظة السويداء خلال الأيام الماضية.

عزام أوضح أن الصراع على الدولة السورية بدأ منذ العام 2011 بمشروع أوروبي أمريكي إسرائيلي عمل على تدمير سوريا وليس النظام السوري السابق فقط، بتفريغ سوريا من كوادرها الثقافية والسياسية واستقطابهم للعمل من خارج البلاد وانشقاقهم على النظام الحاكم لأسباب مالية، إلا أنه بحلول عام 2024 تبين للغرب وإسرائيل أن الرئيس السوري بشار الأسد متجمد سياسيًا ولا يستطيع التعامل مع المجريات الدولية، إذ اهتم رفقة زوجته أسماء الأسد بالشؤون المالية أكثر من الدولة ذاتها.

وأردف عزام (على حد قوله) أنه في النصف الثاني من عام 2024 بدأت الأزمة بعدما أحضرت أمريكا وتركيا وإسرائيل الرئيس السوري الانتقالي الحالي أحمد الشرع، والذي كان يعرف حينها بأبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم جبهة النصرة، بعدما اتفق معهم على منحهم ما يريدون في سوريا، مؤكدًا أن إسرائيل وتركيا هما من أوصلتا الشرع ورفاقه إلى سدة الحكم في سوريا.

السياسي الدرزي تابع أيضًا، أنه عقب وصول الشرع إلى السلطة في سوريا نفذت المليشيات التي كان يتزعمها عدد من الهجمات ضد أبناء الطائفة الدرزية وحاولوا مرارًا الدخول إلى السويداء، وقتلوا عدد من أبناء المحافظة خاصة من عمل منهم في الجيش السوري خلال فترة الرئيس السابق بشار الأسد.

وزعم أنه قبل أيام تسارعت عمليات القتل من قبل أتباع الرئيس السوري الانتقالي الحالي بشأن الدروز المتوجهين إلى العاصمة السورية دمشق، وتزايدت عمليات السلب بحقهم دون محاسبة من الحكومة، وهو ما دفع أهالي السويداء لاختطاف بعض المشاركين في تلك الهجمات المعادية لأبنائهم، ليتلقف الرئيس السوري الحالي تلك الخطوة كذريعة عسكرية لدخول السويداء والهجوم على أبنائها الدروز، خاصة أنهم دائمًا ما كانوا يرددون ويسوقوا أن أبناء الطائفة الدرزية حلفاء لإسرائيل، للحصول على مبرر شعبي للاعتداء عليهم.

وأكد عدنان عزام، أن مشايخ العقل من الطائفة الدرزية لم يطلبوا تدخل إسرائيل في مواجهة الجيش السوري، وأن ما حدث أن الرئيس الروحي لطائفة الدروز الشيخ حكمت الهجري طالب بالحماية الدولية لمنع بطش الجيش السوري بأبناء الطائفة، مبينًا أن ما جاء في حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن التدخل الإسرائيلي جاء بطلب درزي غير صحيح، وأن نتنياهو استغل التوترات في السويداء لتوجيه رسائل إلى النظام السوري الحالي الذي يتحاور معه في أذربيجان والإمارات للتطبيع.

الجولاني اتفق مع إسرائيل

واستطرد أن تل أبيب استغلت ما يحدث للدخول إلى المجتمع السوري ونشر الشقاق والخلاف الطائفي بين أبنائه للعمل على تنفيذ مشروع نتنياهو التوسعي في المنطقة، موجهًا حديثه إلى الرئيس السوري قائلا: كل من يحاول ترديد السردية بأن الدروز ضد البدو وأنهم يريدون حماية إسرائيل، أنت من أحضرت إسرائيل إلى السلطة، وتتحاور معها في أذربيجان والإمارات وفي أكثر من مكان.. الحاكم في دمشق لم يتم انتخابه ولكنه جاء بتدخلات خارجية، ودائمًا ما كنا نطلب منه إعداد دستور للبلاد وطرد المقاتلين الأجانب من البلاد، واستقر يحكم سوريا وليس معه شهادة جامعية.

وفيما يتعلق بالأنباء المتواترة بشأن السعي إلى حكم فيدرالي في سوريا، أكد نائب محافظ السويداء السابق، أن طائفة الدروز أبلغت السلطة الحالية منذ وصولها أنها تريد وضع دستور للبلاد، وطرد المقاتلين الأجانب من الجيش، والاحتكام إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، متسائلا: لماذا لم تطالب الدول الغربية بتطبيق القرار الأممي 2245 بشان تطبيق خارطة سياسة في سوريا منذ سقوط الأسد؟.

واختتم السياسي الدرزي حديثه لـ القاهرة 24 قائلا: الدروز يوجهون نداء إلى العرب ننتظر أي يد عربية قادرة على حمياتنا لنذهب معها ونسير معها، وزعم: لن يكون في الغد شيء اسمه الجولاني في سوريا هو تجرأ على الدروز وهذا سيكون بداية سقوطه.. اعتدى على الدروز في عقر دارهم ولن يسكتون حتى اسقاطه وسنهدم عرش الجولاني عما قريب.. الجولاني اتفق على كل شيء مع إسرائيل لكن رجاله لم ينفذوا الاتفاق في السويداء وعملوا على قتل الدروز.. وهذا يوضح أنه غير مسيطر على الفصائل التي يتزعمها وكون منها الجيش.

رويترز: الحكومة السورية أساءت قراءة رد فعل إسرائيل

وفيما يتعلق بالتنسيق السوري الإسرائيلي في السويداء، فقد أفادت 8 مصادر مطلعة لوكالة رويترز، بأن الحكومة السورية أساءت قراءة كيفية رد إسرائيل على انتشار قواتها بجنوب البلاد في الأسبوع الماضي، متشجعة بالرسائل الأمريكية التي تقول إن سوريا يجب أن تحكم كدولة مركزية.

وقالت المصادر إن إسرائيل نفذت ضربات على القوات السورية وعلى دمشق بعد اتهام القوات الحكومية بقتل عشرات الأشخاص في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.

وأن دمشق اعتقدت أنها حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة وإسرائيل، لإرسال قواتها إلى الجنوب، رغم التحذيرات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر بعدم فعل بذلك.

وقف شامل وفوري لإطلاق النار في السويداء

وأعلنت الرئاسة السورية، اليوم السبت، وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار في السويداء، وذلك حرصا على حقن دماء السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها، واستجابة للمسؤولية الوطنية والإنسانية.

وأضافت الرئاسة السورية في بيان لها، أنها تهيب بالجميع فسح المجال أمام الدولة السورية، ومؤسساتها وقواتها، لتطبيق هذا الوقف بمسؤولية، وبما يضمن تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء.
داعية جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف كافة الأعمال القتالية فورًا في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.

وأوضحت الرئاسة السورية أن قوات الأمن بدأت في الانتشار في عدد من المناطق لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، والحفاظ على النظام العام، وتأمين حماية المواطنين وممتلكاتهم، بما يعزز التهدئة والاستقرار.

تابع مواقعنا