هل الصابون يمنع وصول الماء؟.. حالة واحدة تبطل الوضوء به
يتساءل الكثير من المسلمين، هل الصابون يمنع وصول الماء، وهي من الأسئلة المهمة المتعلقة بـ أحكام الاغتسال والوضوء، حيث يرغب البعض في استعمال الصابون لإزالة الأوساخ والأتربة عن الجلد، ولكن تخالطهم وساوس الشيطان بشأن حكم مخالطة الماء مع الصابون، وهل الصابون من الحوائل التي تمنع وصول الماء؟ وفي هذا التقرير نوضح لكم الإجابة التفصيلية لعدد من المشايخ.
هل الصابون يمنع وصول الماء
أجاب الشيخ مصطفى العدوي، عن سؤال هل الصابون يمنع وصول الماء؟ مؤكدا أن الوضوء بماء وُجد عليه صابون، فإذا كان الصابون هو الغالب على الماء، فتغير حالته فلا يجوز الوضوء به، وأما إذا كان الصابون شيئا خفيفا لا يعكر الماء فلا بأس بذلك، ويمكنكم الاطلاع على إجابة سؤال هل الصابون يبطل الوضوء وفقا لدار الإفتاء المصرية من هنـــــــــــــــــا.
كما أوضح الشيخ عبد السلام السليمان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، بأنه لا حرج في الوضوء أو الاغتسال بماء عليه صابون، فالنبي صلى الله عليه وسلم، أمر بغسل المحرم بالماء والسدر، وأمر أيضا بأن تُغسل ابنته بالماء والسدر، وكذلك أمر بمن دخل الإسلام بأن يغتسل بالماء والسدر، فإذا اختلط الماء بالسدر أو الصابون فهو على هيئته وربما يكون أكثر من أجل النظافة وإزالة الأذى من الجسم؟
وأضاف الشيخ عبد السلام قائلا، ولكن إذا خُلط الماء بالصابون وتغير إلى شيئا آخر، لا يُسمى بالماء، ففي هذه الحالة لا يدخل في حكم الماء، إلا أن لغالب المستخدم الآن، هو وضع الصابون على الجسم ثم غسله بالماء ولا حرج في ذلك بشرط ألا يكون الصابون الكثير حائل يمنع وصول الماء إلى الجلد، ففي هذه الحالة يجب إزالته ثم الغسل أو الوضوء مكانه.
كما أجاب الشيخ عبد الله بن ناصر السلمي، في إجابته على سؤال هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء خالطه القليل من الصابون؟ مؤكدا أنه إذا خالط الماء الطهور شيء من الطاهرات، ولم تغير أحد أوصافه الثلاثة، فإنه ما زال يسمى ماء مطلق، والذي سماه الله تعالى في كتابه الكريم "ماء طهور"، وعلى هذا فإن وجود الصابون اليسير الذي لم يغير لون الماء لا بأس بالطهارة به، ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتته"، وهو البحر الذي خالطته الملوحة، كما جاء عن ميمون بن عباس أن النبي اغتسل في جفنا فيه أثر العجين.
وأخيرا يجب التنويه بأنه لا يصح الوضوء مع وجود حائل يمنع وصول الماء إلى البشرة، لما رواه مسلم من حديث عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى. اهـ. ومثله ما رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ لأبي داود من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ

نواقض الوضوء لأصحاب الأعذار
وفيما يتعلق بـ نواقض الوضوء لأصحاب الأعذار، فقد بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن من أهم خصائص الشريعة الإسلامية أنها راعت أحوال الناس المختلفة، فخففت عن أصحاب الأعذار بعض الشروط اللازمة لأداء الصلوات، تيسيرًا عليهم، ورفعًا للمشقة عنهم؛ قال الله سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. [الحج: 78]
وأصحاب الأعذار هم الذين لازمهم ناقض من نواقض الوضوء بشكل مرضي، كانفلات الريح، وعدم التحكم في البول، ودم الاستحاضة وهو دم خاص بالنساء مُغاير لدم الحيض، ينزل في غير وقت الدورة الشهرية، وأضاف الأزهر للفتوى الإلكترونية، إن فارق العذرُ المسلمَ وقتًا يسع الوضوء لفريضة ولأدائها؛ لزمه الأداء في الوقت الذي يرتفع عنه فيه الحدث.
ويُشترط لثبوت العذر شرعًا أن يستوعب وقتًا كاملًا من أوقات الصلاة، بحيث لا ينقطع زمنًا يسع الوضوء والصلاة، أمَّا الانقطاع اليسير فهو في حكم المعدوم، ولا يُعتدُّ به، ومن لازمه حدثٌ دائمٌ على النحو المذكور عليه أن، يتحفَّظ عن النجاسة، بجعل حائل بينها وبين ثوبه وباقي بدنه، ثم يتوضأ لكل فريضة وضوءًا خاصًّا بها، ويصلي الفريضة وما شاء من نوافلها ما دام في وقتها، ولا يُنتقض وضوؤه إلا بخروج وقت هذه الفريضة، أو بحدث آخر غير الحدث الملازِم له مرضيًّا.
ولصاحب العذر أن يجمع الصلاة؛ تيسيرًا عليه، ورفعًا للمشقة عنه، فيصلي العصر مع الظهر في وقته أو في وقت العصر، ويُصلي المغرب مع العشاء على النحو نفسه، فالإسلام دين اليسر، والمشقة تجلب التيسير.






