حرب غزة تهدد عمالقة التكنولوجيا.. ضغوط عالمية على جوجل ومايكروسوفت وأمازون وميتا لمقاطعة إسرائيل
تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة ضغوطًا متواصلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة من الداخل والخارج بسبب علاقاتها مع إسرائيل، حسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
ضغوط عالمية على جوجل ومايكروسوفت وأمازون وميتا لمقاطعة إسرائيل
وتجد هذه الشركات نفسها ممزقة بين الأهمية الاستراتيجية لمراكز البحث والتطوير التابعة لها في إسرائيل، وبين الخشية من الضرر الذي قد يلحق بسمعتها وأعمالها التجارية.
ولم يعد الأمر مجرد همسات بل تحول إلى دعوات فردية بل تحول إلى ضغط حقيقي فبعد نحو عامين من بدء الحرب، ومع استمرار عرض مشاهد القصف والدمار في غزة أمام العالم، واجه مسؤولو شركات التكنولوجيا العملاقة دعوات داخلية وخارجية تدعو إلى مقاطعة إسرائيل بشتى الوسائل.
عمالقة التكنولوجيا في مواجهة دعوات مقاطعة إسرائيل
وبينما الضغط يطال جميع الشركات الكبرى، ويتجلى بشكل خاص في جوجل، لكنه يثير قلق رؤساء مايكروسوفت، وأمازون، وميتا، وحتى إنتل وإنفيديا، وجميعها شركات تمتلك مراكز بحث استراتيجية في إسرائيل وتبيع فيها البرمجيات والمعدات بمليارات الدولارات.
وكشف تقرير حديث لـ بلومبيرج، أن مجموعة من المستثمرين في شركة مايكروسوفت تمارس ضغوطًا على الشركة لفحص ما إذا كان بعض عملائها يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التابعة لها بشكل مسيء.
وقد وقع 60 مستثمرًا يملكون أسهمًا بقيمة 80 مليون دولار على مقترح يُعرض في اجتماع المساهمين المقرر في ديسمبر المقبل، ويطالب مجلس الإدارة بإصدار تقرير علني يوضح التدابير التي تتخذها الشركة لمنع استخدام منتجاتها في انتهاك حقوق الإنسان أو القانون الدولي.
وقال المستثمرون بحسب بلومبيرج: المزاعم الخطيرة حول التورط في جرائم إبادة وجرائم دولية أخرى تثير شكوكًا بشأن فاعلية آليات مايكروسوفت لحماية حقوق الإنسان.
ولم يأتِ هذا التحرّك من فراغ، بل نتيجة حملة منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي، تسربت أيضًا إلى محادثات الموظفين والمستثمرين، قالت أن إسرائيل تستخدم برمجيات الحوسبة السحابية Azure وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة في قتل المدنيين في غزة والمناطق الفلسطينية.
ومنذ أكثر من شهرين، فصلت الشركة مهندستين برمجيات بعدما قاطعتا احتفالًا أقيم في سياتل بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الشركة، احتجاجًا على التعاون مع إسرائيل، فقد قاطع الموظف جو لوبيز كلمة الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا وهو يهتف: ما رأيك في عرض جرائم الحرب الإسرائيلية التي تُنفذ عبر Azure؟ فيما قاطع موظف آخر لم يُكشف عن هويته خطابًا لرئيس قطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة مطالبًا بـ الحرية لفلسطين.
كما قطع المهندس حسام ناصر، الذي فُصل سابقًا من الشركة، جلسة نقاشية تقودها الدكتورة سارة بيرد المسؤولة عن تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، واتهم الشركة بـ تبييض الجرائم والمساهمة في إبادة الشعب الفلسطيني.
ورغم هذا، اضطرت مايكروسوفت في مايو الماضي للاستعانة بجهة تحقيق مستقلة أكدت عدم وجود أدلة على أن الجيش الإسرائيلي استخدم خدماتها السحابية أو تقنياتها في استهداف المدنيين الفلسطينيين.
وأوضحت الشركة أنها تقدّم لجيش الاحتلال الإسرائيلي خدمات احترافية، من ضمنها برمجيات وسحابة رقمية وتقنيات ذكاء اصطناعي، بما في ذلك خدمات الترجمة، وأن استخدام هذه التقنيات يخضع لشروط الاستخدام الخاصة بها، لكنها أشارت أيضًا إلى أنها لا تستطيع التحكم في طريقة استخدام العملاء لبرمجياتها على أجهزتهم أو خوادمهم.
وأكدت مايكروسوفت بشفافية أنها قدمت دعمًا طارئًا محدودًا للحكومة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر 2023، للمساعدة في إنقاذ الرهائن، وكان ذلك تحت إشراف صارم وضمن حدود معينة، إذ وافقت على بعض الطلبات ورفضت أخرى، مع الحرص على احترام الخصوصية والحقوق المدنية لسكان غزة.
ورغم أن من المتوقع رفض مقترح مجموعة المستثمرين، كما حدث مع مقترحات مشابهة في اجتماعات المساهمين في أمازون وإنفيديا في العام الماضي، فإن ذلك يدل على استمرار الضغوط على مسؤولي مايكروسوفت وغيرها من الشركات، حيث أن هذه الشركات ممزقة بين التزاماتها التعاقدية ومصالحها الاستراتيجية وربما تعاطف قادتها مع إسرائيل في حربها على غزة وبين خطر تضرر سمعتها كشركات أخلاقية، خاصة مع تنامي التوتر داخل أوساط موظفيها.
وفي جوجل، فإن الحركة الاحتجاجية أكثر تنظيمًا؛ ففي الشهر الأخير، بدأ مئات الموظفين في فرع ديب مايند بلندن، الذراع المتخصص في الذكاء الاصطناعي، بالاتحاد رسميًا للضغط على الشركة بسبب عقودها الدفاعية عمومًا، وصلاتها التجارية مع إسرائيل خصوصًا.
كما استقال ما لا يقل عن خمسة موظفين في ديب مايند خلال الشهرين الماضيين احتجاجًا على تورط الشركة في مثل هذه المشاريع.


