انزل شارك صوتك مستقبلك
بدأ المارثون الانتخابي لمجلس الشيوخ، وسط حالة من اليأس والإحباط بين المواطنين، جراء الوضع الاقتصادي الصعب، وفقدان الأمل بتعديل مسار هذا الإحباط، ووسط تمنيات من المواطنين أن يحصدوا تحملهم كل إجراءات الإصلاح الاقتصادي، الذي دفعوا فاتورته عن رضا مساندة للدولة المصرية.
لكنهم يأسوا من إخفاقات الحكومة وعدم رغبتها في التعديل من سياستها، ومن أولوياتها، فأحسوا بالقهر، ودخلت الطبقة المتوسطة إلى مرحلة الهشاشة، ما يشكل خطرا كبيرا على المجتمع، لأنها رمانة ميزان المجتمع، ونقطة ارتكازه واستقراره، وركيزة رئيسية في عملية التنمية.
لذا تأتي الاستحقاقات الانتخابية في وقت صعب، وعلى الناخبين أن يكونوا إيجابيين، وأن يشاركوا بفاعلية في اختيار مرشحيهم، وأن يستخدموا حقهم الدستوري في التصويت بكل إرادة حرة ووعي وعن اقتناع بالمرشح الذي يعبر عنهم، عن آمالهم وآلامهم، عن أحلامهم وتطلعاتهم، عن مستقبلهم ومستقبل أولادهم.
كما أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، لكل مؤمن بأنه شريك رئيسي في التنمية والبناء في جمهوريتنا الجديدة.
فصوتك هو مستقبل أبنائك، هو أحلامهم لغدٍ مشرق، هو اختيار لمن يعبر عنك لمدة خمس سنوات مقبلة، فان أسأت الاختيار فستتحمل عواقبه، وأن أحسنت الاختيار فيعبر عنك بكل صدق، المهم أن تحسن الاختيار، أن تؤمن برؤيته وبرنامجه، وأنه القادر على أن يكون المعبر عنك.
قد يفكر البعض أن العملية الانتخابية مهندسة، وأن الحكومة تتلاعب بأصوات الناخبين، وأنها تستطيع أن تأتي بمن يشاء، فكن على يقين أن هذا الزمان انتهى، وطويت صفحاته، طالما أنت يقظ تحمي صوتك، وتختاره بإرادتك، وقناعتك، ولا مكان لتلك الأفكار السلبية البالية.
فكن إيجابيا ولا تركن إلى الخمول والكسل، وإلى الإنصات إلى مبررات ليست موجودة سوى في خيالك، وانزل ودافع عن صوتك واختيارك.
التفريط في صوتك هو جريمة في حقك، وخذلان لوطنك، وفي حق أبناء شعبك في أن يعتلي الصدارة من لا يستحق، سواء بسبب عزوفك عن المشاركة في العملية الانتخابية، أو اختيارك الخاطئ، واستسلامك لتأثيرات الفاسدين من أصحاب المصالح.
كذلك إلى المقاطعين اعلم أن المقاطعة ليست حلا، وهي خيانة للأمانة التي أعطاها لك الدستور، وعليك أن تيقظ ضميرك، وتحي الأمل داخلك، وتنشط ثقتك في نفسك وأن تشارك في صنع التغيير، وأن تمارس الضغط بكل إيجابية وفاعلية من أجل الوصول إلى الطريق الصحيح، فالمقاطعة لن تحدث تغيير ولن تحيي أملا، إنما تخلق يأسا يتراكم داخلك، وإحباطا لن يبني دولة، فالدول تنهض بنهضة مواطنيها وإيجابيتهم، لا بتخاذلهم ويأسهم.
ورسالتي لكل من يحاول استغلال المواطنين، وشراء أصواتهم، والاحتيال عليهم بوعود كاذبة، أن تلك ممارسات خاطئة وغير قانونية، بل هو احتيال غير أخلاقي يقوض العملية الانتخابية، ويخلع عنها ثوب النزاهة والشرف.
كما أنه يشوه العملية الانتخابية برمتها، ويعطي الحق لمن لا يستحق أن يكون هو صوت الناس، لأنه لم يشعر يوما بمعاناتهم، إنما تاجر بكل آلامهم وأحلامهم في سبيل مصلحته الشخصية، ومارس فسادة لتحقيق مكاسب شخصية.
لا بُد أن ندرك كل التداعيات السلبية نتيجة تفشي المال السياسي، وازدياد حالة الفقر والعوز للمواطنين، واستغلال حالتهم دائما وتبعيتهم لمنهج خاطئ.
وأنه يجب تفعيل القانون ومواجهة تلك الظاهرة السلبية بكل حسم وقوة، وأن تكون العملية الانتخابية نزيهة بشكل كامل، وأن يعبر المواطنون بكل حرية دون ضغوط في اختيار مرشحيهم.
كما نطالب أن يكون هناك رادع بتطبيق القانون وتشريعات صارمة للحد من تلك الظاهرة واندثارها.
وأن نزيد جرعة الوعي لدى المواطنين بأن صوتهم حق دستوري، وأمانة، وأن يحسن اختيار من يعبر عنه، وأن يكون إيجابيا ويشارك في العملية الانتخابية، ولا يهدر صوته.


