قطعة أثرية نادرة بمتحف أمستردام تكشف تفاصيل رمزية عن عالم الموتى بمصر القديمة
يعرض متحف الآرد بيرسون في العاصمة الهولندية أمستردام، قطعة أثرية استثنائية تُعد من بقايا تابوت بشري يعود إلى الأسرة الحادية والعشرين، وهي تمثل جزءًا من الكتف الأيمن لتابوت بشري مجسم أنثروبيدي، تم تنفيذه بأسلوب فني متقن يعكس عمق المعتقدات الدينية والرمزية في مصر القديمة.
تفاصيل زخرفية غنية بالرموز
القطعة مستطيلة الشكل ومقوسة، ومصنوعة من الخشب المغطى بالجص، وتُزينها من الجهتين زخارف ملونة، على الجهة الخارجية، نُقشت مشاهد طقسية في شكل فني بارز، تتوسطها زخارف شطرنجية ونصوص عمودية، ويمتد على الحافة العلوية إفريز من ريش الماعت والكوبرا المقدسة الواجت.

وفي المشهد الأيمن، يظهر الجعران المجنح وهو يدفع قرص الشمس المتوّج بكوبرا مزدوجة، بينما يستند إلى قارب تحرسه إلهتان برأس أفعى وهيئة مومياء، مما يعكس رمزية البعث والخلود.
وفي المشهد الأيسر، يُجسد الإله تحوت برأس طائر أبو منجل وهو يقدم فروض الولاء لـ"عين أوجات المجنحة"، حيث تتدلى منها الكوبرا الملكية التاج المزدوج، ويحيط بالمشهد صف من الكوبرا المقدسة، في تأكيد على قدسية العين والحماية الإلهية.
أما الجانب الداخلي من القطعة، فيحمل مشهدًا فنيًا فريدًا يُظهر إلهًا في هيئة مومياء، جالسًا على عرش مزخرف داخل مقصورة معمارية فنية قائمة على أعمدة من رمز الجد ونبات البردي، في مشهد يجمع بين القوة والثبات والنماء، يرتدي الإله جلبابًا أبيض بشريطين أحمرين، ويحمل صولجانًا ضخمًا، وتُقدم أمامه القرابين، من بينها زهرة لوتس كبيرة، رمز التجدد والنقاء.
تمثل هذه القطعة نافذة فنية وروحية على عوالم الموتى في مصر القديمة، وتُعد شهادة مادية على دقة الفنان المصري القديم في توظيف الرمز والأسطورة لإيصال مفاهيم الخلود والحماية والإيمان بالحياة الأخرى.


