مش لاقيين ورق الشجر.. أول تعليق من الصحفي الفلسطيني فادي ثابت بعد عرض أرشيفه للبيع مقابل كيس طحين
أطلق المصور الصحفي الفلسطيني فادي عبد الله ثابت صرخة إنسانية مؤلمة من قلب المعاناة في قطاع غزة المحاصر، كاشفًا عن عرضه أرشيفه المصوَّر الذي وثق فيه ملامح غزة على مدار 20 عامًا، للبيع مقابل كيس طحين يطعم به أطفاله الجوعى.
أول تعليق من الصحفي الفلسطيني فادي ثابت بعد عرض أرشيفه للبيع مقابل كيس طحين
وقال فادي ثابت في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: أنا المصور فادي ثابت من قطاع غزة.. هذا القطاع الذي يعاني الحروب، القصف، الجوع، والتجويع الممنهج الذي طال الجميع، من الأطفال إلى النساء والرجال، الناس الآن يبحثون عن ورق الشجر ولا يجدونه.
وأوضح أنه يمتلك أرشيفًا فوتوغرافيًا نادرًا يوثق مدينة غزة قبل الحرب، ويعرضه الآن على أي مؤسسة فنية أو متحف أو مهتم بتوثيق الصورة الفلسطينية، مقابل القليل من الطعام لأطفاله: أنا مصور معروف، مثّلت فلسطين في كثير من المحافل الدولية، لدي أرشيف مصور لغزة من 20 سنة، وكل شبر فيها موثق بعدستي، الآن أقول: أي شخص لديه نخوة، رجولة، شهامة.. فليأتِني بكيس طحين على ظهره لأطفالي، وسأعطيه أرشيفي.
وفي وصفه للمأساة اليومية، أضاف ثابت: لا أعلم أي رسالة يمكن أن تصل لهذا العالم.. ولكن أنظر في وجوه أطفالي ولا أجد شيئًا أقوله، منذ الصباح أطارد كالمجنون بحثًا عن أي شيء نأكله، ولا يوجد شيء.
المصور فادي الفلسطيني: نحن لا نريد أن نأكل.. فقط أحضروا لنا الأكفان
وتابع بصوت يملأه القهر واليأس: 2.3 مليون إنسان داخل غزة محاصرين، لا أحد يدخل شربة ماء أو لقمة خبز، نحن مدنيون، لا علاقة لنا بالحرب، نريد فقط أن نعيش ونشرب ونأكل.
واختتم الصحفي الفلسطيني رسالته للعالم بعبارات موجعة تعكس عمق المأساة التي تعيشها غزة: نحن لا نريد أن نأكل ولا أن نشرب، فقط أحضروا لنا الأكفان، كي ندفن بها كرامتنا وأطفالنا وأحلامنا. لا نريد منكم شيئًا.
هكذا جاءت تصريحات فادي الفلسطيني بعد موجة من تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع استغاثة المصوّر، بعد أن عرض أرشيف عمله خلال السنوات الماضية عن غزة وسكانها للبيع مقابل حصوله على كيس دقيق لإطعام أطفاله.
